قاصر. وكان آثماً من أجل تحقيق هذه الأغراض بما يعد في زماننا همجية وتعصباً وقسوة غير إنسانية، ولكن يعد عند معاصريه نصراً مجيداً من أجل المسيح.
وحافظ أكسيمنيس باعتباره نائب الملك بحماسة على حكم العرش المطلق، ولعله كان بديلا من الارتداد إلى الانقسام الإقطاعي. وهو وإن كان في الثمانين من عمره، فقد حكم قشتالة بإرادة صلبة، وقضى على كل محاولة من الإقطاع أو المجالس البلدية لاستعادة سلطاتها السابقة، فلما سأله بعض النبلاء بأي حق يمنع امتيازاتهم، لم يشر إلى وثيقة إسناد المنصب إلى شخصه وإنما أشار إلى المدفعية في فناء قصره. ومع ذلك كانت إرادة السلطة عنده نابعة لإحساسه بالواجب، لأنه استحث الملك الشاب شارك مراراً على أن يترك فلاندرز وأن يحضر إلى أسبانيا ليتولى ملكها. ولما جاء شارل (١٧ سبتمبر ١٥١٧) سارع اكسيمنيس شمالا لاستقباله. ولكن مستشاري شارل الفلمنكيين أيدوا نبلاء قشتالة في إعطائه تقريراً ضد إدارة الكاردينال وشخصيته، حتى بعث الملك، وكان لا يزال فتى غير ناضج في السابعة عشرة من عمره، إلى اكسيمنيس ورسالة يشكره فيها على خدماته، مرجئا مقابلته مطالبا إياه بأن يسحب إلى مقره الديني في طليطلة لينعم براحة يستحقها. وبعث بعدها برسالة أخرى يعفي المتزمت العجوز من جميع المناصب السياسية، وبلغته الرسالتان متأخرتين حتى لا يضاعفا من إذلاله، فقد مات في الثامن من نوفمبر عام ١٥١٧ بالغاً من العمر واحداً وثمانين عاماً. وعجب الناس من أنه على الرغم من صلاحه في الظاهر فقد جمع الثروة الشخصية الضخمة التي خلقتها وصيته إلى جامعة القلعة.
وختم لإسبانيا عصراً غنيا بالأمجاد والأهوال والرجال الأقوياء. ويوحي الأعقاب على هذه الأحداث بأن انتصار التاج على المجالس النيابية والولايات قد أزال الوسيلة التي كانت الإسبانية تستطيع بواسطتها أن تعبر وتحافظ