بطرس: أيها الرجل الشقي! أيتها الكنيسة التعسة … لا عجب أن يقل عدد المتقدمين للدخول هنا ما دامت الكنيسة يحكمها أمثالك. ومع ذلك فلا بد أن في العالم خيراً أيضاً ما دام هذا الحضيض من الظلم يمكن أن يقبل من رجل لا لشيء إلا لأنه يحمل اسم البابا.
وهذا بالطبع رأي خاطئ من جانب واحد فما كان في وسع محتال داعر مثل هذا أن يحرر إيطاليا من غزاتها وأن يستبدل بالقديس بطرس، مايكل أنجيلو ورافائيل الجديدين، المكتشفين، الموجهين والمطورين، وأن يوجد الحضارتين المسيحية والكلاسيكية في مكان الفاتيكان وأن يقدم لمهارة رافائيل ذلك المظهر للفكر العميق والعناية الفائقة اللتين صورا في صورة يوليوس الشخصية التي لا مثيل لها والموجودة في قاعة أوفيزي. وفي الوقت الذي يدعو فيه أرازموس المسكين كل القسس إلى تقشف الرسل نراه هو نفسه يلح في طلب المال من أصدقائه، ويكشف عن طبع العهد الثائر، أن قسيسا يجد لزاما عليه أن يكتب اتهاما قاسيا لبابا. وفي سنة ١٥١٨ - السنة الثانية من عهد لوثر-كتب بيتر جليس إلى أرازموس من أنتورب: "أن كتاب Julius exclusus" " يوليوس المنفي" يباع هنا في كل مكان. وكل إنسان يشتريه وكل واحد يتحدث عنه، فلا عجب إذا ما لام المصلحون فيما بعد أرازموس لأنه قرع جرس الإنذار للتمرد ثم هرب بنفسه.
وفي سنة ١٥١٤ ظهر مؤلف آخر بقلم أرازموس أزعج العالم المستنير في أوربا الغربية وكان قد ألف ابتداء من عام ١٤٩٧ محاورات شكلية احترافا لتعليم الأسلوب اللاتيني والحديث، وإن قد ناقش عرضاً ضروباً شتى من الموضوعات الشائقة الكفيلة بإيقاظ الطلبة من نعاسهم