للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان تحديه لرجال الدين في ورمس وبقاؤه على قيد الحياة قد أدارا رؤوس أتباعه وجعلهم يتيهون اعجاباً.

وفي أر فورت هاجم الطلبة وأصحاب الحرف والفلاحون أربعين بيتاً في الأبرشيات وهدموها وأتلفوا مكتبات ومحفوظات وقتلوا عالماً بالإنسانيات (يونيه ١٥٢١)، وفي خريف ذلك العام المثير هجر الرهبان الأوغسطينيون في أرفورت الدير وبشروا بالعقيدة اللوثرية ونددوا بالكنيسة باعتبارها "أم الجمود والخيلاء والشح والترف والجهود والهرطقة" (٨٦).

وحينما ألّف ميلانكتون في فيتنبرج كتابه Loci Communes rerum theologicarum (١٥٢١) - وهو أول عرض منهجي للاهوت البروتستانتي. طالب زميله الاستاذ كارلستادت، وكان قد أصبح وقت ذاك رئيساً للشمامسة في كنيسة القلعة، بأن يتلى القداس (إذا كان لابد منه) باللغة الوطنية وأن يتناول القربان المقدس بالنبيذ والخبز دون أن يسبقه اعتراف أو صوم، كما يجب أن تُرفع الصور الدينية من الكنائس وأن يتزوج رجال الدين- من رهبان وقساوسة علمانيين- وأن ينجبوا. واتخذ كارلشتادت خطوة بالزواج من فتاة في ربيعها الخمس عشر (١٩ يناير سنة ١٥٢٢) وكان هو في الأربعين من عمره.

ولم يستنكر لوثر هذا الزواج ولكنه كتب يقول: "يا للسماء! أيقبل أهالي فيتنبرج أن يقدموا زوجات للرهبان؟ " (٨٧) ومع ذلك فإنه وجد في الفكرة ما يجذبه لأنه بعث إلى سبالاتان (٢١ نوفمبر سنة ١٥٢١) برسالة عن "عهود الرهبنة" دافع فيها عن نبذهم لهذه العهود. فتباطأ سبالاتان في نشره لأنه كان صريحاً بصورة تخالف التقاليد إذ كان يسلم بأن الغريزة الجنسية أمر طبيعي لا يمكن قمعه ويعلن أن عهود الرهبنة من غوايات الشيطان وأنها تضاعف الآثام. وكان لابد من مرور أربع سنوات قبل أن يتزوج لوثر نفسه إذ يبدو أن تقديره المتأخر للمرأة لم يلعب دوراً في افتتاح عهد الاصلاح الديني.