للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كتابات توماس منتسر شعر بأن كل أشكال المسيحية، التي تختلف عما كان ميلهاوزن قد حصلها وفقدها، تفتقر إلى الحمية والإخلاص. وسمع ما قاله جان ماتيس وغدا نصيراً للامعمدانية (١٥٣٣). وكان وقتذاك في الرابعة والعشرين من عمره وفي تلك السنة قبل دعوة مشئومة للحضور إلى منستر عاصمة وستفاليا الغنية الآهلة بالسكان لإلقاء عظاته.

وكانت منستر، بحكم تسميتها باسم الدير الذي نمت حوله، تابعة إقطاعياً لأسقفها ولرجال الكاتدرائية، ومع ذلك فإن نمو الصناعة والتجارة قد استحدثت فيها درجة من الديمقراطية. فقد كانت حشود الوطنيين، الذين يمثلون سبع عشرة طائفة حرفية، يختارون كل عام عشرة من المنتخبين، وكانوا بدورهم يختارون مجلس المدينة. ولكن الأقلية الثرية كان يتوفر فيها الجانب الأكبر من الكفاية السياسية، ومن الطبيعي أن تسيطر على المجلس.

وفي عام ١٥٢٥ قدمت الطبقات الدنيا في غمرة حماستها لثورات الفلاحين ستة وثلاثين مطلباً إلى المجلس فسلم لها بالقليل منها وسخر من الباقي وأرجأ النظر فيها، وأقام برنارد روتمان، وهو واعظ من أنصار لوثر، من نفسه لسان حال هذا التذمر، وطلب من جان ماتيس أن يوفد بعض اللامعمدانيين الهولنديين لنصرته. فجاء جون الليديني (١٣ يناير سنة ١٥٣٤) وسرعان ما اقبل جان ماتيس بنفسه. وخشي "حزب النظام" حدوث تمرد فأعد العدة لكي يدخل الأسقف فرانزفون فالديك المدينة مع ٢٠٠٠ من جنوده، فحاربهم الأهلون بقيادة ماتيس وروتمان وجون الليديني في الطرقات، وأجلوهم عن المدينة، وسيطروا عسكرياً على منستر (١٠ فبراير سنة ١٥٣٤). وأجريت انتخابات جديدة وفاز اللامعمدانيون بالمجلس واختير اثنان منهم وهما كنيبر دولنجك وكيبفبرويك عمدتين وبدأت التجربة المنيرة.