مجالها وهو البيت، ولكنها تستطيع هناك أن تفعل بالأطفال ببنانها أكثر مما يستطيع الرجل أن يفعل بقبضتيه (٨). وبين الرجل والزوجة يجب ألا يكون هناك ملكي وملكك وذلك لأن كل الممتلكات يجب أن تكون بينهما على المشاع (٩).
وكان لوثر يكن كراهية الذكر العادية للمرأة المتعلمة، وقال عن زوجته "بودي أن تتلو النساء صلاة الرب قبل أن ينبسن بشفة"(١٠)، ولكنه ازدرى الكتاب الذين ألفوا مقالات في هجو النساء، وقال:"مهما يكن في النساء من عيوب فإننا يجب أن نردعهن في الخلوة برفق … لأن المرأة قارورة هشة"(١١). وعلى الرغم من صراحته الفظة في أمور الجنس والزواج، فإنه لم يكن يخلو من الإحساس بالاعتبارات الجمالية، ويقول:"الشعر أجمل زينة للمرأة. وقد اعتادت العذارى قديماً أن يرسلن شعورهن، إلا إذا كن يرتدين ثياب الحداد، وأنا أحب أن ترسل النساء شعورهن حتى يسقط على ظهورهن، فهو منظر من أروع المناظر وألطفها"(١٢). (وكان هذا حرياً بأن يجعله أكثر ليناً مع البابا إسكندر السادس الذي عشق شعر جوليافارنيزي المرسل).
ويبدو أن لوثر لم يتزوج لإشباع حاجة من حاجات الجسد. وقال في نوبة من المرح، إنه قد تزوج لإرضاء والده، وعلى الرغم من أنف الشيطان والبابا، ولكنه استغرق وقتاً طويلاً لكي يستقر على رأي في هذا الموضوع ثم حسم الأمر له. وعندما تركت بعض الراهبات ديرهن بناء على توصية منه أخذ على عاتقه أن يجد لهم أزواجاً. ولم يبق في آخر الأمر منهن واحدة لم تتزوج، إلا كاترين فون بورا، وهي امرأة كريمة المحتد على خلق قويم، ولكنها لم تخلق لتثير عاطفة متعجلة، وكانت قد وضعت أنظارها على طالب شاب من فيتنبرج، ينحدر من سلالة نبيلة، وفشلت في أن توقعه في حبائلها، وعملت مربية لكي تكسب ما يسد رمقها. واقترح عليها