لوثر أن تتزوج من الدكتور جلاتس، فردت عليه بأنها لا تقبل هذا الدكتور، ولكن ليس لديها مانع من الزواج من هرامسدوف أو الدكتور لوثر. وكان لوثر في الثانية والأربعين من عمره وقتذاك، بينما كانت كاترين في السادسة والعشرين، ورأى أن التفاوت في السن يحرم عليه هذا الزواج، غير أن أباه حثه على أن يحافظ على اسم الأسرة. وهكذا تزوج الراهب السابق في ٢٧ يونية سنة ١٥٢٥ من الراهبة السابقة.
ومنحهما الأمير المختار الدير الأوغسطيني لكي يتخذا منه مقراً لهما ورفع مرتب لوثر إلى ٣٠٠ جيلدر (٧. ٥٠٠ دولار) في العام، ثم زيد هذا المرتب فيما بعد إلى ٤٠٠، ثم إلى ٥٠٠. واشترى لوثر مزرعة أدارتها كاتي، وأحبتها وأنجبت له ستة أطفال، وتعهدتهم بالرعاية في اخلاص، ولبت كل احتياجات مارتن المنزلية من معصرة للخمر بالبيت، وبركة للسمك، وحديقة للخضر، وربت له الدواجن والخنازير. وقد أطلق عليها اسم "سيدى كاتي" وأشار بهذا إلى أن في وسعها أن تضعه في موضعه إذا ما نسي خضوع الرجل بيولجياً للمرأة، ومع ذلك فقد كان عليها أن تتحمل الكثير من ثوراته العاصفة بين آن وآخر، وثقته التي تصل إلى حد عدم التبصر، وذلك لأنه كان لا يعبأ قط بالمال، وكان كريماً إلى حد التهور، ولم يتسلم من كتبه حقوق التأليف، على الرغم من أنها عادت بثروة طائلة على ناشريها، وتميط رسائله إلى كاترين أو عنها اللثام عن حبه المتزايد لها، وعن زواج موفق بصفة عامة. ولقد ردت بطريقته الخاصة ما قيل له في شبابه "إن أعظم نعمة يمنحها الله للإنسان زوجة تقية رقيقة، تخشى الله وتحب البيت"(١٣).
وكان أباً صالحاً يعرف بالفطرة كيف يمزج على أحسن وجه بين التأديب والحب. ويقول:"عاقب إذا لم يكن هناك بد من ذلك ولكن قدم قطعة الحلوى (بونبون) مع العصا"(١٤) وألف أغنيات لأطفاله، وغناها معهم، وهو يعزف على العود، وتعد خطاباته إلى أطفاله من درر الأدب الألماني.