أن شعبيتي، التي اكتسبتها فيما مضى قد استحالت إلى كراهية. لقد كنت يوماً أميراً للبيان، ونجماً من نجوم ألمانيا … وكاهناً أعظم للعلم ومنافحاً عن لاهوت أكثر نقاء. أما الآن فقد تبدل الوضع، ففريق يقول أني أتفق في الرأي مع لوثر، لأني لا أعارضه، وفريق آخر يرى أني على خطأ لأني أعارضه … وفي روما وفي برابانت يصفونني بأني هرطيق، وزعيم شعبة من الهراطقة، وداعية إلى الانشقاق، والحق أني لا أتفق بتاتاً مع لوثر. وأنهم ليستشهدون بهذه الفقرة أو تلك، ليبينوا أننا متشابهان، ومع ذلك ففي وسعي أن أجد مائة فقرة يبدو فيها أن القدّيس بولس يعلم العقائد التي يستنكرها عند لوثر. وخير من يمحضك النصح هم الذين يشيرون باتخاذ إجراءات خفيفة. والرهبان - يطلقون على أنفسهم العمالقة الذين يسندون كنيسة تهتز وتوشك أن تنقض - ينفّرون مَن يمكن أن يكونوا أنصاراً لها … ويعتقد البعض أنه لا علاج لهذه الحالة غلا القوة. وأنا أرى غير هذا … فسوف تؤدي إلى سفك مروع للدماء. إن المسألة ليست الجزاء الذي تستحقه الهرطقة، ولكنها الطريقة الحكيمة التي تعالج بها … وأنا من جهتي أرى اكتشاف جذور المرض واقتلاع ما يجب البدء به منها. لا تعاقب أحداً. واعتبر ما حدث عقوبة أنزلتها العناية الإلهية، وامنح عفواً عاماً. وإذا كان الله يغفر لي خطاياي، فإن كاهن الرب يمكن أن يغفرها، وفي وسع الحكام أن يمنعوا قيام ثورة مسلحة، وإذا أمكن يجب مراجعة المواد المطبوعة. ثم دع العالم يعرف ويرى أنك تنوي جاداً رفع المظالم، التي يشكو منها الناس بحق. وإذا أردت قداستك أن تعرف ما هي الجذور التي أشير إليها، فإرسل أشخاصاً تثق بهم إلى كل جزء من أجزاء العالم المسيحي اللاتيني، ودعهم يتبادلون الرأي مع أعقل مَن يجدون من الرجال في مختلف البلاد وسرعان ما تعرف بعد ذلك (٩٨).
يا لأدريان المسكين الذي تجاوزت نياته الطيبة حدود قواه! لقد مات