جدارة … ففي وسعك أن تكون على ثقة من الحصول على كسب بدلاً من أسير لا نفع منه، وبهذا تجعل ملك فرنسا عبدك إلى الأبد"، ولم يكن فرانسيس قد تدرب على احتمال المأساة (٥٥).
وتلقى شارل أنباء انتصاره بهدوء ورفض أن يحتفل به، كما اقترح كثيرون في مهرجان رائع. وانسحب إلى مخدعه (كما يقال لنا) وركع يصلي. وأرسل إلى فرانسيس ولويز ما خيل له أنها شروط معتدلة لتحقيق السلام وتحرير الملك:
(١) على فرانسيس أن يتخلى عن بورغنديا وأن يتنازل عن كل مطالبه في الفلاندرز وأرتوا وإيطاليا.
(٢) يجب تسليم الدوق بوربون كل الأراضي والمناصب التي يطالب لها.
(٣) يجب منح الاستقلال لكل من بروفانس ودوفيني.
(٤) يجب أن تعيد فرنسا إلى إنجلترا كل الأراضي الفرنسية التي كانت تابعة فيما سبق لبريطانيا - أي نورماندي وأنجو وغسقونيا وجين.
(٥) على فرانسيس أن يوقع حلفاً مع الإمبراطور وينضم إليه في حملة توجه ضد الأتراك.
فأجابت لويز بأن فرنسا لن تتنازل عن قيراط واحد من الأراضي، وأنها مستعدة للدفاع عن نفسها حتى آخر رجل. وتصرف نائبة الملك وقتذاك بقوة وعزم وذكاء مما حمل شعب فرنسا على أن يصفح عن أخطائها التي ركبت فيها رأسها. وعملت في الحال على تنظيم وإعداد جيوش جديدة وأقامتها لحراسة كل المراكز المحتمل أن تتعرض للغز ولكي تصرف ذهن الإمبراطور عن فرنسا حثت سليمان عاهل تركيا على أرجاء هجومه