ان تزوده في الحال بالمخدع والمأوى، وبعد أن أمضى فرانسيس شهرين في سجنه يتلهف فيه على حريته سقط صريع مرض خطير. وانطلق الأسبان إلى كنائسهم يصلون من أجل الملك الفرنسي آسفين لقسوة الإمبراطور. وصلى شارل أيضاً، لأن الملك إذا مات فلن يكون له أهمية كرهينة سياسية، وزار فرانسيس زيارة قصيرة ووعده بقرب إطلاق سراحه وبعث لمرجريت يأذن لها بالحضور ومواساة أخيها.
وسافرت مرجريت بحراً من ايجسمورت (٢٧ أغسطس سنة ١٥٢٥) إلى برشلونه وهناك حملت في هودج بطيء ملتوٍ اخترق بها نصف طول أسبانيا إلى مدريد، ووجدت السلوى في قرض الشعر وبعث رسائل حارة متميزة إلى الملك، وقالت "مهما يطلب مني، حتى ولو كان أن أنثر رماد عظامي في مهب الريح لأؤدي لك خدمة، فليس فيه أمر غريب أو صعب أو شاق بالنسبة لي، وحسبي أن أجد فيه السلوى والراحة والطمأنينة والشرف (٥٦) ". وعندما وصلت بعد لأي إلى مخدع أخيها وجدته يتعافى بشكل ملموس، بيد أنه أصيب بنكسة يوم ٢٥ سبتمبر ودخل في غيبوبة، وخيل لمن حوله أنه يحتضر. وركعت مرجريت هي والأسرة يصلون، وناوله أحد القساوسة القربان المقدس. وتلت هذا فترة نقاهة مضنية. ولبثت مرجريت شهراً مع فرانسيس ثم انطلقت إلى طليطلة لتطلب من الإمبراطور الرحمة، فتلقى توسلاتها بفتور، وكان قد علم بحلف هنري مع فرنسا وتلهف على معاقبة حليفه الأخير على ريائه ولويز على جرأتها.
ولم تبقَ في يد فرانسيس إلا ورقة واحدة يلعب بها، ولو أن من المحقق أو يكاد أنها قد تعني سجنه مدى الحياة، وبعد أن أنذر شقيقته بمغادرة أسبانيا بأسرع ما يمكن وقع (نوفمبر سنة ١٥٢٥) خطاباً رسمياً أعلن فيه تنازله عن العرش لابنه الأكبر، ولما كان فرانسيس الثاني هذا صبياً لا يتجاوز