عشرين عاماً، وهي من أسرة كاثوليكية لا تحيد عن عقيدتها قيد أنملة، وكان هذا كسباً للحزب الكاثوليكي، وكف الملك عن أن يتقرب من البروتستانت بالقارة، وعقد صلحاً مع الإمبراطور، وعندما شعر بأنه أصبح أخيراً آمناً في ذلك الحمى تحول بفكره شمالاً معلقاً الآمال على ضم سكوتلندة، وبذلك يكمل دائرة الحدود الجغرافية لبريطانيا ويضمن لها الأمن. وصرفته عن هذا ثورة أخرى في شمالي إنجلترا. وقبل أن يرحل لقمعها وإخماد مؤامرة دبرت وراء ظهره، أمر بإعدام جميع المسجونين السياسيين في البرج ومنهم الكونتيسة أف سالزبوري (١٥٤١). وانهارت الثورة وعاد هنري إلى هامبتون كورت يتخبط في الهموم، لينشد السلوى عند ملكته الجديدة.
وكانت كاثرين الثانية أجمل زوجاته، وتعلم الملك كيف يحبها تقريباً، وهو يعتمد أكثر من قبل على الخدمات الجديرة بزوجة، وحمد الله على الحياة الطيبة التي كان يعيشها، والتي راوده الأمل في أن يحققها تحت إشرافها، ولكن في اليوم الذي ردد فيه تسبيحة الشكر هذه (٢ نوفمبر سنة ١٥٤١) سلمه رئيس الأساقفة كرانمر وثائق تدل على أن كاثرين كانت لها علاقات سابقة للزواج مع ثلاثة خاطبين متعاقبين. واعترف اثنان من هؤلاء وكذلك اعترفت الملكة. وقال السفير الفرنسي في تقرير له: أن هنري تملكه حزن شديد، حتى ساد الاعتقاد بأنه جن (٤٤). وأمضه الخوف من أن تكون لعنة الله قد حلت بكل زيجاته. وكان يميل إلى الصفح عن كاثرين، ولكن قدم إليه دليل على أنها اقترفت الزنى مع ابن عمها بعد زواجها بالملك. وأقرت بأنها استقبلت ابن عمها في جناحها الخاص في ساعة متأخرة بالليل، ولكن حدث هذا في حضور الليدي روشفورد، وأنكرت أنها ارتكبت أي ذنب وقتها، أو في أي وقت منذ زواجها، وشهدت ليدي روشفورد بصحة هذه البيانات بقدر ما وصل إلى علمها (٤٥). بيد أن المحكمة