وأنزله في ضيافته الملكية وقتله بتهمة تبادل رسائل فيها تآمر على خيانة الدولة مع إنجلترا. واستولى على كل القلاع الإنجليزية الحصيفة في إسكوتلندة إلا قلعة واحدة، ومزق إرباً إثر انفجار عارض من مدفعه. وكفر جيمس الثالث عن فظاظة أبيه فبعد مهاجمات وحشية أسره النبلاء وقتل لتوه (١٤٨٨)، وتزوج جيمس الرابع من مرجريت تيودور شقيقة هنري الثامن، وبفضل هذا الزواج طالبت ماري ملكة الإسكوتلنديين بعرش إنجلترا.
ومع ذلك فإن هنري الثامن عندما انضم إلى أسبانيا والنمسا والبندقية والبابوية في الهجوم على فرنسا (١٥١١) شعر جيمس بأنه ملزم بمساعدة حليفة إسكوتلندة القديمة المعرضة للخطر، على هذا النحو بغزو إنجلترا. وحارب بشجاعة جنونية في فلودن فيلد، بينما استدار الكثيرون من رجاله وفروا لا يلوون على شيء، ومات في تلك الكارثة (١٥١٣).
وكان جيمس الخامس وقتذاك لا يبلغ من العمر إلا عاماً واحداً، واستتبع هذا كفاح متشابك من أجل الوصاية على العرش. وفاز بالجائزة دافيد بيتون - وهو أحد رجال الكنيسة المعروفين بالمقدرة والشجاعة وتقدير النساء، ونصب كبيراً لأساقفة سانت اندروز، ثم كاردينالاً، ودرب الملك الصغير على الولاء الحار للكنيسة. وتزوج جيمس على ١٥٣٨ من ماري أمير اللورين، شقيقة فرانسيس، الدوق دي جيز زعيم الحزب الكاثوليكي في فرنسا المنقسمة على أساس مذهبي، وتطلع النبلاء الإسكوتلنديون، ومناهضتهم لرجال الأكليروس تتزايد يوماً بعد يوم، باهتمام إلى الانفصام القائم بين إنجلترا والبابوية، وحسدوا اللوردات الإنجليز الذين انتزعوا أو تلقوا أملاك الكنيسة وأخذوا "أجوراً" من هنري الثامن لمعارضة تحالف ملكهم مع فرنسا. وعندما شنَّ جيمس الخامس الحرب على إنجلترا رفض النبلاء أن يؤيدوه. وهزم في سولواي موس (١٥٤٢) ففر يجر أذيال الخزي إلى