للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القداس من عبادة للأوثان وما فيه من أمور بغيضة" و"الوصية التي أمر بها الله بتدمير الأنصاب لهذا السبب (٤١) ". وخرج "الجمع الأثيم" كما يصفه عن الطاعة، وعندما حاول قس في كنيسة مجاورة أن يقيم قداسا صاح أحد الشبان: "إن هذا لا يطاق لأنه في الوقت الذي لعن فيه الرب عبادة الأوثان صراحة في كتابه، فإننا نقف لنراها تعبد على الرغم من ذلك" وجاء في رواية لنوكس أن القسيس وجه للصبي ضربة شديدة، فتناول في غمرة غضبه حجراً وقذف به القسيس وأصاب قدس الأقداس، وحطم أحد التماثيل، وما لبث أن قذف الجمع كله المحتشد حوله الأحجار وأعملوا أيديهم في قدس الأقداس المزعوم وفي سائر آثار عبادة الأوثان (٤٢). وتدفق الجمهور إلى ثلاثة أديار ونهبوها وحطموا التماثيل، ولكنهم سمحوا للاخوة الرهبان أن يأخذوا معهم ما تستطيع أكتافهم أن تتحمله. وما هي إلا يومان أو ثلاثة حتى كانت هذه المواضع الثلاثة الكبيرة … قد دمرت ولم يبقَ منها قائماً سوى الجدران (٤٣).

وكانت الوصية على العرش بين نارين، ونصحها أخوها كاردينال اللورين أن تسير على نهج ماري تيودور، وأن تقضي على كبار البروتستانت، وكان الثوار المنتصرون في برث وحولها في غضون ذلك يهددون بقتل أي قسيس يجرؤ على إقامة القداس (٤٤). وفي ٢٢ مايو أرسل لها لوردات جماعة المصلين، وكان يظاهرهم وقتذاك أتباعهم المسلحون، إنذاراً نهائياً مشئوماً:

"إلى عظمة الوصية على المملكة، بعد تقديم كل فروض الاحترام والخضوع، بما أننا حتى الآن قد خدمنا السلطة في اسكوتلندى، هي وعظمتكم، بالمخاطرة بأرواحنا وبقلوب راضية … فإننا الآن والأسى يملأ جوانحنا مكرهون، تحت وطأة استبداد ظالم يدبر لنا، أن نعلن لعظمتكم أنه ما لم تتوقف هذه القسوة بفضل حكمتكم، فإننا سوف نكون مضطرين إلى امتشاق الحسام للدفاع العادل في وجه كل مَن يطاردوننا في سبيل الدين … إن جريمة القتل القاسية الظالمة التي بلغت أقصى درجات الاستبداد والموجهة إلى المُدن