للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذي أقيم للقديس بازل في ١٥٨٨: أضفى اسمه في وقت لاحق، على هذه المجموعة الرشيقة الفاتنة. وتنسب أسطورة لا يمكن التغاضي عنها هذه العمارة إلى أحد الايطاليين، وتروى كيف أن إيفان فقأ عينيه لئلا ينافس هذه التحفة الفنية الرائعة. ولكن اثنين من الروس: بارما وبوستنيكوف هما اللذان وضعا التصميم، ولكنها اقتبسا بعض حركات عصر النهضة في زخرفتها فحسب (١٧). ويوم أحد السعف من كل سنة، كجزء من حكمة الدولة، سار سادة موسكو ورجال الدين فيها في موكب رهيب إلى هذه الكاتدرائية، على حين امتطى المطران صهوة جواد مزودة بآذان صناعية، ليقلد الحمار الذي قيل إن السيد المسيح كان يركبه عند دخوله أورشليم، وسار القيصر على قدميه يقود حصان المطران في تواضع وخشوع ممسكاً بلجامه، وكانت تحف بالموكب الأعلام والصلبان والأيقونات وحملة المباخر، على حين ردد الأطفال عبارات الشكر والثناء تضرعاً إلى السماء لتبارك الحياة في روسيا. وما أن وافى عام ١٥٨٠ حتى بدا أن إيفان قد انتصر على كل أعدائه. وكان قد بقى على قيد الحياة عدد من الزوجات، وبنى بزوجة سادسة. وفكر في اتخاذ زوجة أخرى عن طريق المضارة الودية (١٨) (الزواج باثنين في وقت واحد). وكان له أربعة أولاد، مات أولهم في طفولته، وكان الثالث فيودور يعاني من تخلف عقلي. أما الرابع ديمتري، فزعموا أنه كان بنوبات صرع. وفي أحد أيام شهر نوفمبر ١٥٨٠ أنب القيصر زوجة ابنه الثاني " إيفان" وضربها، لما بدا له من أنها ترتدي ثوباً ينافي الحشمة والوقار، فأجهضت، فما كان من ابن القيصر إلا أن وجه اللوم إلى أبيه، فضرب القيصر ابنه في سورة الغضب دون ترو بالعصا الملكية على رأسه فمات الابن لتوه من أثر الضربة. فجن جنون القيصر ندماً على فعلته، وقضى أيامه ولياليه يصرخ صراخاً عالياً من الحزن والأسى. وكان يقدم