جديد (١٣٦٠) ليقدموا قروضاً مالية ويسهموا بمهارتهم، عوناً منهم على افتداء ملك فرنسا الذي أسر في إنجلترا. ولكن في عام ١٣٩٤ اختفى في ظروف غامضة إسرائيلي ارتد إلى المسيحية. واتهم اليهود بقتله، واعترف بعض اليهود تحت وطأة التعذيب، بأنهم كانوا قد نصحوا هذا المرتد بالعودة إلى اليهودية، وثار الرأي العام، وأمر شارل السادس كارهاً، بنفي الجنس المنهوك ثانية.
وكان في براغ جالية يهودية قوية، ذهبوا إلى هناك ليستمعوا إلى عظات رائد "هس (١) " وهو ميلز Miliez، لأنه أظهر اطلاعاً واسعاً وتقديراً كبيراً للتوراة. ودرس هس العبرية، وقرأ التعليقات العبرية، واقتبس عن راشى وموسى بن ميمون. وأطلق التابوريون الذين مضوا بإصلاحات هس أشواطاً حتى باتت قريبة من الشيوعية- على أنفسهم "الشعب المختار" وأطلقوا أسماء "إدوم، ومؤاب، وعمالق"، على الولايات الجرمانية التي شنوا عليها الحرب. ولم تكن جيوش هس، على أية حال، تستنكف عن قتل اليهود، عندما استولوا على براغ (١٤٢١)، ولم يتركوا لهم الخيار: الارتداد أو الجزية، مثل المسلمين، بل إن أيسر خيار كان: الارتداد إلى المسيحية أو الموت (١٧).
ومن كل الدول المسيحية تأتي بولندة في المحل الثاني بعد إيطاليا في حسن وفادتها لليهود، وفي ١٠٩٨، ١١٤٦، ١١٩٦ هاجر يهود كثيرون من ألمانيا إلى بولندة، فراراً من الموت على أيدي الصليبيين، ولقوا ترحيباً وازدهرت أحوالهم هناك، وفي ١٢٠٧ أصبح بعضهم يمتلك ضياعاً واسعة. وفي ١٢٦٤ منحهم الملك بوليسلاف التقي صكاً بالحقوق المدنية. وبعد الموت
(١) Huss أحد رجال الإصلاح الديني وأحد الشهداء في بوهيميا (١٣٦٩ - ١٤١٥). (المترجم)