والأمر يختلف فيما يتعلق بأبناء وبنات الموارنة الأولين فإنهم
يتبعون الكنيسة كأعضاء مختارين غير مكرهين. وبما انهم
نشأوا في أحضان أقرباء لهم من اليهود، وشاهدوا هذا
النموذج ماثلاً دوماً تحت بصرهم، فإنه من القسوة أن
نعاقبهم بمقتضى قانون الكنيسة، بتهمة التردي في أساليب
اليهود ومعتقداتهم. إنهم يجب أن يظلوا في أحضان
الكنيسة بالمعاملة الحسنة (٥١).
ويتبين أن كليمنت كان مخلصاً من رسالة بها عند ما شعر بدنو أجله، إلى القاصد الرسولي في البرتغال في ٢٦ يوليو ١٥٣٤، يأمره بالإسراع بإطلاق سراح المسجونين المرتدين (٥٢).
وتابع البابا الثالث بذل الجهد لمعاونة اليهود البرتغاليين، وأطلق سراح ١٨٠٠ من المسجونين، ولكن عندما عاد شارل من حملته التي كانت في ظاهرها ناجحة ضد تونس، طالب، مكافأة له، بإعادة محكمة التفتيش في البرتغال، ووافق بول على كره منه (١٥٣٦)، ولكن بشروط بدا للملك جون الثالث أنها تنسخ موافقته - منها ضرورة مواجهة المتهم بمن اتهمه. وإثبات حق المحكوم عليه في استئناف الحكم أمام البابا. وساعد مرتد متعصب المحققين بأن علق على جدران كاتدرائية لشبونة إعلاناً جريئاً جاء فيه:"أن المسيح المخلص لم يظهر بعد، وأن يسوع ليس هو المخلص، وأن المسيحية محض افتراء"(٥٣). ولما كان من الواضح أن مثل هذه العبارات قصد بها إيذاء اليهود، فإن لنا أن نرتاب بحق في أحد العملاء المحرضين. وعين بول لجنة من الكاردينالات لفحص إجراءات محكمة التفتيش البرتغالية. وقد جاء في تقريرها: