للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غنية في العلم بفنون الأفخاذ. وقد أحبه كل رجال الملك، وهم يقدمون له من الطعام والنبيذ ما يشتهي، ويدعونه لخلع رداء الرهبنة حتى يستطيع ابتلاع المزيد من الطعام، ولكنه يخشى أن لا تتوفر له الشهية الطيبة لو خلعه. ويذم المؤلف جميع النقائص التي يرمي بها المصلحون البروتستنت جماعة الرهبان، عن طريق هذا العضو المرح من أعضاء هذه القبيلة: كالكسل والشره والإسراف في الشرب والتمتمة بالصلوات والعداء للدرس والأفكار كلها، اللهم إلا رقعة متضائلة منها. يقول الأخ يوحنا: "في ديرنا لا نعكف على الدرس أبداً مخافة أن نصاب بالتهاب الغدة النكفية". (١ - ٣٩).

واقترح جارجانتوا أن يكافئ الراهب على حسن بلائه في الحرب بتعيينه رئيساً على دير قائم. ولكن يوحنا رجا بدل هذا أن يوفر له المال لتشييد دير جديد له قوانين "تناقض قوانين الأديار كلها" فيجيب أولاً ألا تقام حوله أي أسوار تحصره، وأن يكون نزلاؤه أحراراً في تركه حين يشاءون. ثانياً: يجب ألا تمنع النساء من دخول الدير، ولكن لا يدخله منهن سوى "الجميلات الحسنات الصورة الدمثات الخلق" ممن تتراوح أعمارهن بين العاشرة والخامسة عشرة. ثالثاً: لا يقبل من الذكور سوى ما كان بين الثانية عشرة والثامنة عشرة، على أن يكونوا وسيمي الوجوه كريمي المولد والطباع، ولا يسمح للسكيرين أو المتعصبين بالدخول، ولا للمتسولين أو المحامين أو القضاة أو الكتبة أو المرابين أو الجشعين النهابين أو المنافقين المتزلفين بدخول الدير. رابعاً: لا يسمح بنذور للعفة أو الفقر أو الطاعة؛ فللأعضاء أن يتزوجوا وأن يستمتعوا بالمال وأن يكونوا أحراراً في جميع شئونهم. ويطلق على الدير اسم تليمي أي "ماشئت"، أما قانونه الوحيد فهو "افعل ما تريد" لأن "الناس الأحرار الطيبي العنصر الحسني التربية الكريمي المعشر أتوا بالطبع