للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غريزة وحافزاً يدفعانهم للفعال الفاضلة ويبعدانهم عن الرذيلة، وهذه الغريزة اسمها الشرف" (١ - ٥٧). وقد قدم جاجارنتوا المال اللازم لإقامة هذه الفوضى الأرستقراطية، وارتفع بناء الدير حسب المواصفات التي وضعها رابليه في تفصيل أغرى المعماريين برسم رسوم له. وقد زوده بمكتبة ومسرح وحمام سباحة وملعب للتنس وآخر لكرة القدم وكنيسة صغيرة وحديقة وأرض للصيد وبساتين فاكهة واسطبلات و٩٣٣٢ حجرة. لقد كان فندقاً أمريكياً مقاماً في بلد للنزهة. على أن رابليه نسي أن يزود الدير بمطبخ أو أن يدلنا على من يقوم بالأعمال الوضيعة في هذا الفردوس.

جـ- بنتاجرويل

بعد أن خلف جارجانتوا أباه على العرش جاء دوره في الإنجاب والتربية. فحين بلغ من العمر أربعمائة وثمانين وأربعة وأربعين عاماً أنجب بنتاجرويل من زوجته باديبيك التي ماتت وهي تلد الغلام فبكى عليها جارجانتوا "كما تبكي البقرة" و "ضحك كما يضحك العجل" حين رأى ولده القوي البدن. وشب بنتاجرويل حتى استفحل حجمه. وفي إحدى وجباته ابتلع رجلاً عن غير قصد، ولم يكن بد من إخراجه بعملية تعدين في قناة المارد الصغيرة الهضمية، ولما ذهب بنتاجرويل إلى باريس ليتلقى تعليمه العالي أرسل له جارجانتوا رسالة تشم فيها عبير النهضة الأوربية: -

ولدي الأعز:

.... مع أن المرحوم أبي الطيب الذكر جرانجوزييه بذل ما وسعه من جهد لييسر لي الإفادة من جميع نواحي العلم والمعرفة السياسية، ومع أن جهدي وعكوفي على الدرس قابلاً رغبته هذه بل جاوزاها، فإن