للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الملقاة على كواهلهم إلى المشاركة بمصيرهم وحياتهم وخلاصهم في خطة لويولا. فاقترح أن يذهبوا معاً في الوقت المناسب إلى فلسطين، ويحيوا هناك حياة أقرب ما تكون غلى حياة المسيح. وفي ١٥ أغسطس ١٥٣٤ اجتمع لويولا، وفافر، وزافير، ودييجو لاينيز، وألونسو ساليرون، ونيكولا بوباديللا، وسيمون رودريجيز، وكلود لوجي، وجان كودير، وباسكاز برويه-اجتمع هؤلاء العشرة في كنيسة صغيرة بمونمارتر، ونذروا حياة العفة والفقر، وأخذوا العهد على أنفسهم بالذهاب إلى الأراضي المقدسة والعيش فيها بعد قضاء عامين آخرين في الدرس. ولم يكن لديهم إلى الآن فكرة واضحة عن مكافحة البروتستنتية، وبدا الإسلام لهم تحدياً أعظم. ولم يكن بهم ميل إلى المجادلات اللاهوتية. فهدفهم إنما هو حياة القداسة، وحركتهم تمد جذورها في تربة الصوفية الأسبانية لا صراعات العصر الفكرية. وخير حجة يقدمونها هي التقي والورع.

وفي شتاء ١٥٣٦ - ٣٧ اخترقوا فرنسا سيراً على الأقدام، وعبروا الألب، ثم إيطاليا غلى البندقية حيث كانوا يأملون العثور على سفينة تحملهم إلى يافا. ولكن البندقية كانت تخوض حرباً مع الترك. فاستحال عليهم السفر. وخلال فترة التخلف التقى إجناتيوس بكارافا، وانضم حيناً إلى التياتين. وكانت لخبرته مع هؤلاء القساوسة الأتقياء بعض الأثر في تغيير خطته من العيش في فلسطين إلى خدمة الكنيسة في أوربا. واتفق هو وتلاميذه على أن يتقدموا للبابا طالبين أداء أي خدمة يكلها إليهم، إذا انقضت عليهم في هذا الانتظار سنة دون أن ينفتح أمامهم الطريق إلى فلسطين. وحصل فافر على إذن لهم جميعاً برسامتهم قساوسة.

كان لويولا قد بلغ إذ ذاك السادسة والأربعين، أصلع الرأس به عرج خفيف لم يفارقه إثر جرحه. وما كان له بقامته التي لم تزد على