ماري الكاثوليكية العرش، آثرت إليزابث الحياة على التمسك بمذهبها، فتحولت إلى الطقوس الرومانية الكاثوليكية. ولما أخفقت ثورة ويات Wyatt (١٥٥٤) في خلع ماري، اتهمت إليزابث بالاشتراك في المؤامرة، وأرسلت إلى برج لندن (السجن)، ولكن ماري قررت بأن التهمة غير ثابتة على إليزابث، وأفرجت عنها لتعيش في وودستوك Woodstock تحت المراقبة. وأقرت ماري قبل وفاتها أن تخلفها أختها على العرش، وأرسلت إليها مجوهرات التاج. وإنا لنعزو حكم إليزابث إلى شفقة ماري "السفاحة".
وكان التعليم الأكثر منهجية لإليزابث واسعاً، وكان معلمها الخاص المشهور-روجر أسكام-يتيه فخوراً "بأنها تتحدث بالفرنسية والإيطالية بمثل ما تتحدث بالإنجليزية، وأنها كثيراً ما تتحدث معي في يسر وطلاقة باللاتينية، وإلى حد ما باليونانية (٢) "، وكانت تتلقى في كل يوم لمحة من اللاهوت، وتضلعت في العقيدة البروتستانتية، ولكن يبدو أن معلميها الإيطاليين نقلوا شيئاً من مذهب الشك الذي رضعوه وتأثروا به من بومبوناتزي ومكيافللي وروما في عصر النهضة.
ولم تكن إليزابث مطمئنة على تاجها وعرشها قط. وأكد البرلمان من جديد في ١٥٥٣ عدم شرعية زواج أمها من أبيها، واتفقت الحكومة والكنيسة على أنها ابنة زنى، واستبعد القانون الإنجليزي-متجاهلاً وليم الفاتح- كل أولاد الزنى، من ولاية العرش؛ واعتقد العالم الكاثوليكي-وكانت إنجلترا لا تزال كاثوليكية إلى حد كبير-أن الوريثة الشرعية للتاج الإنجليزي هي ماري إستيوارت، إبنة حفيدة هنري السابع، وقد أشير بأنها لو سالمت الكنيسة، لمحا عنها البابا وصمة بنوة الزنى واعترف بحقها في الحكم. ولم يكن بها ميل شديد إلى هذا. فإن آلافاً من الإنجليز كانوا قد وضعوا أيديهم على أملاك انتزعها البرلمان من الكنيسة في عهد هنري الثامن وإدوارد السادس، وكان هؤلاء الملاك ذوو النفوذ يخشون العودة إلى الكاثوليكية، ومن ثم تفرض الكنيسة استعادة أملاكها. ولذلك كانوا على استعداد للنضال من أجل ملكة بروتستانتية، كما أن الكاثوليك في إنجلترا آثروا الملكة البروتستانتية على الحرب الأهلية. وفي ١٥ يناير ١٥٥٩، وسط هتافات لندن