إنجلترا، ولكن السفير الأسباني في إنجلترا استنكر هذه الخطة على أنها "حماقة إجرامية"، وحرم إقرار مركوريان Everard Mercurian رئيس طائفة الجزوبث-على بارسونز التدخل في السياسة (٦٧). ولم يرتدع، وعقد العزم على أن يغزو إنجلترا شخصياً. وتنكر في زي ضابط إنجليزي عائد من الخدمة في الأراضي الوطيئة. وهيأت له عصاه العسكرية وسترته الموشاة بالخيوط الذهبية وقبعته ذات الريش، الوصول إلى موظفي الحدود (١٥٨٠)، بل انه كذلك مهد الطريق لرجل آخر من الجزوبت، ادموند كامبيون، ليتبعه في زي تاجر مجوهرات، وأقاما سراً في قلب لندن.
وزار الرجلان الكاثوليك المسجونين، ووجدا أهم يعاملون معاملة حسنة. وقد جندا معاونين علمانيين وروحانيين، وشرعا في العمل، يحثان ويشجعان الكاثوليك على أن يبقوا مخلصين للكنيسة، ويردان البروتستانت الحديثين إلى مذهبهم الأول. ولكن القساوسة المدنيين المختفين في إنجلترا، الذين روعتهم جرأة الرجلين، أنذروهما بأنهما لا بد أن يكشف أمرهما ويقبض عليهم سريعاً، وان اكتشافهما سوف يسيء أكثر إلى الكاثوليك، وتوسلوا إليهما أن يعودا إلى القارة. ولكن بارسونز وكامبيون تمسكا بموقفهما. وانتقلا من بلد إلى بلد، يعقدان الاجتماعات سراً ويسمعان الاعترافات، ويقيما القداس، ويمنحان البركات للمصلين الهامسين الذين نظرا إليهما على أنهما رسولان من عند الله. وقيل إنهما في بحر سنة من قدومهما حولا عشرين ألف مرتد (٦٨)، وانشأ مطبعة ونشرا الدعاية، ولقد وجدت في شوارع لندن نشرات جاء فيها أنه ما دامت إليزابث قد حرمت من الكنيسة، فإنها لم تعد الملكة الشرعية لإنجلترا (٦٩). وأرسل رجل جزويتي ثالث إلى أدنبرة ليحرض الاسكتلنديين الكاثوليك على غزو إنجلترا من الشمال. ولبى ارل وستمورلاند نداء من الفاتيكان، وأحضر معه من روما إلى الفلاندرز مجموعة من السبائك الذهبية لتمويل الغزو من الأراضي الوطيئة. وفي صيف ١٥٨١ اعتقد كثير من الكاثوليك أن قوات دوق ألفا الأسبانية سوف تعبر البحر إلى إنجلترا (٧٠).
وتلقت الحكومة الإنجليزية تحذيرات من جواسيسها، فضاعفت جهودها للقبض