للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على الجزويت. أما بارسونز فقد شق طريقه عبر القنال الإنجليزي، ولكن قبض على كامبيون في يوليه ١٥٨١. ونقل إلى "برج لندن" عبر القرى المتعاطفة ولندن المعادية. وأرسلت إليزابث في طلبه وحاولت إنقاذه. وسألته: هل يعتبرها عاهله الشرعي؟ فرد بالإيجاب. وكان سؤالها الثاني هل يستطيع البابا قانوناً أن يحرمها من الكنيسة؟ فأجاب بأنه لا يستطيع أن يبت في مسألة اختلف عليها أولو العلم. فأعادته إلى البرج، مع توجيهات بحسن معاملته، ولكن سيسل أصدر أوامره بتعذيبه حتى يعترف بأسماء رفاقه المتآمرين. وبعد يومين من الكرب والألم المبرح استسلم وأدلى ببضعة أسماء، فألقى القبض على عدد آخر من الأفراد. فلما استعاد جرأته تحدى رجال الدين البروتستانت أن يشهدوا معه حواراً عاماً. وعقد الحوار في كنيسة برج لندن، بإذن من مجلس شورى الملكة، وسمح لرجال البلاط والمسجونين والجمهور بحضوره، ووقف الجزويتي على ساقيه الواهنتين عدة ساعات يدافع عن المذهب الكاثوليكي. ولم يقنع أحد الطرفين الآخر. ولكن عندما قدم كامبيون إلى المحاكمة لم يتهم بالزندقة، بل وجهت إليه تهمة التآمر على قلب الحكومة عن طريق التخريب الداخلي والغزو الخارجي. وأدين كامبيون وأربعة عشر شخصاً معه، وشنقوا في أول ديسمبر ١٥٨١.

إن أولئك الكاثوليك الذين تنبأوا بأن بعثة الجزويت سوف تغضب الحكومة وتؤدي بها إلى مزيد من الاضطهاد، اثبتوا أنهم كانوا على حق. وأصدرت إليزابث نداء إلى رعاياها، ليفصلوا بينها وبين أولئك الذين ابتغوا سبيلاً إلى عرشها أو حيائها واصدر البرلمان (١٥٨١) قانوناً ينص على أن الارتداد إلى الكاثوليكية سوف يعاقب بتهمة الخيانة العظمى، وأن أي قسيس يقيم قداساً يعاقب بغرامة قدرها مائتا مارك مع السجن لمدة عام، وأن من يمتنع عن حضور الصلوات الأنجليكانية يعاقب بدفع عشرين جنيهاً في الشهر (٧١)، وهذا يكفي لإفلاس الناس اللهم إلا أثرياء الكاثوليك. وكان العجز عن دفع الغرامة يستتبع الاعتقال ومصادرة الأملاك. وسرعان ما امتلأت السجون بالكاثوليك إلى حد أن القلاع القديمة استعملت بمثابة سجون (٧٢). وساد التوتر كل الجوانب، وزاد من حدته ما كان مرتقباً من إعدام ماري ستيوارت،