للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى المستوطنين الأسبان، مقابل السكر والتوابل والعقاقير. ولما عاد إلى إنجلترا أغرى لورد بمبروك وآخرين غيره، بأن يسهموا بأموالهم في مغامرة ثانية، وحرض إليزابث على أن تضع سفينة من أحسن سفنها تحت تصرفه، وفي ١٥٩٤ انطلق جنوباً بأربع سفن، وأمسك بأربعمائة من زوج أفريقية، وأبحر إلى جزر الهند الغربية، وباع العبيد إلى الأسبان، تحت تهديد بضربهم بمدافعه إذا هم رفضوا الشراء. وعاد إلى إنجلترا حيث رحبوا به بوصفه بطلاً، واقتسم الغنائم بينه وبين أنصاره وبين الملكة التي حصلت على ٦٠% نظير استثماراتها (٩٩). وفي ١٥٦٧ أعارته سفينتها "يسوع". وأبحر بها مع أربع سفن أخرى إلى أفريقية، ووضع يده على كل ما أمكنه من العبيد، وباعهم في أمريكا الأسبانية بمائة وستين جنيهاً للواحد، وفي طريق عودته، ومعه غنيمة تقدر قيمتها بنحو مائة ألف جنيه، اعترضه أسطول أسباني بعيداً عن شاطئ المكسيك، عند سان جوان دي ألوا، ودمر أسطوله فيما عدا مركبين صغيرين عاد فيهما هوكنز إلى لإنجلترا صفر اليدين (١٥٦٩)، بعد أن لاقى آلاف الأهوال والأخطار.

وكان ممن بقوا على قيد الحياة بعد هذه الرحلة، أحد أقرباء هوكنز الصغار، وهو فرنسيس دريك. ولما كان قد تربى على نفقة هوكنز، فقد قيل عنه إنه من سكان البحر. وفي سن الثانية والعشرين تولى إمرة سفينة في رحلة هوكنز الفاشلة. وفي سن الثالثة والعشرين، بعد أن فقد كل شيء إلا اشتهاره بالبسالة، أقسم أن ينتقم من الأسبان، وفي سن الخامسة والعشرين حصل من إليزابث على براءة بالقرصنة. وفي ١٥٧١، وهو في سن الثامنة والعشرين، أسر قافلة من السفن الأسبانية محملة بسبائك الفضة قرب شاطئ بنما، وعاد إلى إنجلترا منتقماً من أسبانيا، وأخفاه مستشارو إليزابث عن الأنظار لمدة ثلاث سنوات، عل حين كانت أسبانيا تطالب برأسه. ثم جهز له لستر وولسنهام وهاتون أربع سفن صغيرة يبلغ مجموع حمولتها ٣٧٥ طناً، أبحر بها من بليموث في ١٥ نوفمبر ١٥٧٧، فيما صار فيما بعد ثاني طواف حول الكرة الأرضية. ولما خرج أسطوله من مضايق ماجلان إلى المحيط الهادي واجهته عاصفة هوجاء، أطاحت بالسفن بعيداً بعضها عن بعض، ولم يلتئم شملها ثانية قط، وسار