للتسول (٦). وفي لغة لاتينية جيدة سجل وليم كامدن "جغرافية إنجلترا ومناظرها وآثارها" في كتابه "بريطانيا" ١٥٨٢. وفي كتابه "حوليات تاريخ إنجلترا في عهد إليزابث"(١٥ - ١٦٢٧) الذي بنيت قصته على دراسة واعية للوثائق، مجد كامدن الملكة العظيمة دون حساب، وامتدح سبنسر وأثنى على روجر أسكام، ولكنه حزن لموت مثل هذا العالم الجليل فقيراً معدماً بسبب حبه للعب النرد ومصارعة الديكة (٧).
وترك أسكام عند موته ١٥٦٨ بوصف أنه كان سكرتيراً لماري اللعينة ومعلماً خاصاً لإليزابث، أشهر الرسائل الإنجليزية في التعليم، وهي "المعلم"(١٥٧٠) وموضوعها الأصلي تعليم اللاتينية، ولكنها تضمنت في لغة إنجليزية قوية بسيطة، دعوة إلى إحلال الرحمة المسيحية محل صرامة كلية ايتون في التعليم. وروى أسكام كيف أنه كان يتناول الغداء يوماً مع بعض عظماء الرجال في حكومة إليزابث، وتطرقت المناقشة إلى موضوع التعليم في نقد لاذع، وكيف أن سيسل آثر الوسائل الرقيقة، وكيف أن سير ريتشارد ساكفيل اعترف سراً لأسكام "بأن معلماً أحمق صرفه عن حب التعليم بأسره، خوفاً من الضرب (٨) ".
إن أكبر وأنفع مهمة يضطلع بها العلماء الإنجليز كانت إخصاب العقل الإنجليزي بالفكر الأجنبي. وفي النصف الثاني من القرن السادس عشر اكتسحت البلاد موجة من الترجمة، من اليونان وروما وإيطاليا وفرنسا. وكان على هوميروس أن ينتظر حتى ١٦١١ لجورج، تشبمان وربما أسهم عدم وجود الترجمات الإنجليزية للروايات اليونانية في صبغ دراما عصر إليزابث بالرومانتيكية أكثر منه بالشكل التقليدي القديم، ولكن كانت هناك ترجمات لكتاب تيوكريتس "القصائد الرعوية"، وملحمة موزائيس Hero and Leander وكتاب ابكتيتس Enchiridion، ولكتابي الأخلاق والسياسة لأرسطو، وكتابي زينوفون Cyropaedia, Oeconomicus، وخطب دبموستين وايزوقراط، ومؤلفات هيرودوت وبولبيوس وتيودور الصقلي وجوزيفس وأبيان في التاريخ، وقصص هليودوروس ولونجوس، كما كان هناك ترجمة عن الفرنسية