ووجنتاها وكأنهما تفاحتان كستهما الشمس بحمرة الورد،
وشفتاها كثمرتين من الكريز تسحران الرجال ليقضموهما.
وصدرها الذي يشبه وعاء من قشدة لم تتخثر بعد،
وثدياها أشبه بزنبقتين تفتحتا
وعنقها الناصع البياض مثل عمود من المرمر،
وجسمها بأسره وكأنه قصر جميل …
ولما انتهى الحفل والولائم أمر مدعويه أن ينصرفوا دون إبطاء، قائلاً:
هيا، الآن اكففن أيتها الآنسات، لقد انتهت مسراتكن،
كفى، إن النهار كله كان لكن
والآن ولى انهار، والليل يرخي سدوله.
فأحضرن العروس إلى منزل العريس …
وضعنها في مخدعها
وأحطنها بالزنبق والبنفسج
وضعن الأستار الحريرية فوقها،
مع الملاءات المعطرة والأغطية المزركشة.
وليكن الليل هادئاً ساكناً
دون زوابع عاصفة أو شجارات صاخبة محزنة.
كما رقد جوبيتر مع ألكمينا …
ولتكف الآنسات والشبان عن الغناء،
ولا تدعن الغابات يجبنهم أو يرجعن أصداءهم.
فهل ثمة عذراء زفت بمثل هذه العذوبة والحلاوة؟
ودعم سبنسر هذا التحليق، وهذه الانطلاقة "بأربع ترانيم" (١٥٩٦) يمجد فيها الحب الدنيوي والجمال الدنيوي، والحب الإلهي والجمال الإلهي. ونهج نهج أفلاطون وفيسينو، وكاستليوني، ومهد الطريق للشاعر كيتس، فأقر بما اقترف من "أعمال شريرة كثيرة"، فقرر في نفسه أن ينفذ إلى أعماق الجمال الطبيعي