للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمرح والحياة. وكان جمهور النظارة في عصر إليزابث يتألف من صغار اللوردات ومن متوسطي الحال ومن محتلي مقاعد الدرجة الثالثة، وكان ينبغي أن يقدم لهذا الجمهور غذاء دسم متنوع، حيث كان له قدرة على الضحك ملء أشداقه، ولم يكن يعبأ بحفاري قبور يتجاذبون أطراف الحديث في المذاهب الفلسفية مع أمير، وكان لهذا الجمهور خيال لم يروض بعد، يمكن أن يقفز من مكان إلى مكان ويعبر قارة بأسرها، لأية إشارة أو تلميح. وكانت المسرحية في عهد إليزابث تمثل الإنجليز في أيامها، لا الإغريق في عهد بركليز، ولا الفرنسيين في عهد البوربون، ومن ثم أصبحت الفن القومي، على حين أن الفنون التي اتبعت نماذج أجنبية لم تتغلغل جذورها في إنجلترا.

وكان على المسرحية الإنجليزي أن تخوض معركة أخرى قبل أن تخطو إلى مارلو وشكسبير، فقد نبذت الحركة البيوريتانية الناشئة مسرح إليزابث على انه وكر للوثنية والتجديف والدنس، واستنكرت وجود النساء والبغايا بين الجمهور، واقترب المواخير من المسارح. وفي ١٥٧٧ نشر نورثبروك نقداً لاذعاً عنيفاً ضد "لعب النرد والرقص والروايات. والفصول الضاحكة":

إني مقتنع بأن الشيطان ليس لديه وسيلة أسرع ولا مدرسة أصلح،

لينفذ رغبته، ويلقنها، ويوقع الرجال والنساء في شراك الغواية

والفسق والشهوات الدنيئة لدى بنات الهوى الداعرات والشريدات،

من هذه الروايات والمسارح. ومن ثم فانه من الضروري أن تحظر

هذه الأماكن ويمنع هؤلاء الممثلون، وأن يقضي عليهم، وأن

تهدم المسارح بأمر السلطات، كما هو الحال بالنسبة للمواخير وبيوت الدعارة (٣٦).

وكان كتاي ستيفن جوسون "مدرسة الهجاء" معتدلاً نسبياً. واعترف بأن ثمة رواية وممثلين، "لا غبار عليهم". ولكنه عندما رد لودج، أقلع جوسون عن أي تمييز. وفي كتابه " Players Confuted In Five Actions"، وصف الروايات بأنها "غذاء للخطيئة وللشغب وللزنى"، والممثلين بأنهم "أساتذة