الرذيلة ومعلمو الخلاعة والفجور (٣٧). " ورأى النقاد في الملهاة صوراً للرذيلة تفسد الأخلاق، وفي المأساة أمثلة مثيرة للقتل والخيانة (٣٨) والتمرد. وفي السنوات الأولى من حكم إليزابث كان يوم الأحد هو اليوم المخصص للتمثيليات. وكانت الأبواق تعلن عنها، كما تدعو أجراس الكنائس الناس إلى صلوات المساء. وكم فزع رجال الدين من تسلل جمهور الكنيسة خلسة من صلواتهم ليزاحموا المسرح. وتساءل أحد الوعاظ: أليست رواية قذرة تستحث بنفخة من بوق ألفا من الناس للحضور بأسرع مما تحضر دقات الناقوس لمدة ساعة مائة منهم لسماع موعظة (٣٩)؟ " وذهب نورثبرك إلى أبعد من ذلك فقال: "إذا كنتن تعرفن كيف تخدعن أزواجكن، أو خداع الأزواج لزوجاتهم، وكيف تمثلن دور بنات الهوى، وكيف يكون الملق والمداهنة والكذب والقتل والتجديف على الله، وترديد الأغاني القذرة … فهلا تتعلمن كيف تمارسن كل هذا في مثل هذه الفصول الماجنة؟ (٤٠) ".
ورد الكتاب المسرحيون على هذا بنشرات أصدروها، وبالسخرية من البيوريتانيين في مسرحياتهم. من ذلك ما أورد مالفوليو في رواية "الليلة الثانية عشرة"، حيث يسأل سير توبي بلش لمهرج في تلك الرواية:"هل تظن أنه لن يكو ن هناك كعك وجعة لأنك رجل متمسك بأهداب الفضيلة؟ " فيجيب المهرج "نعم، وبحق سانت آن، وسيكون الزنجبيل كذلك ساخناً في الفم (٤١). " واستمر هؤلاء الكتاب، حتى شكسبير نفسه، يملحون رواياتهم بشيء من أعمال العنف والغضب وسفاح ذوي القربى والزنى والدعارة. وهناك في رواية شكسبير "بركليز" مشهد عرض حجرة في ماخور يشكو مديره العام من أن: "العاملات عنده بتن من العمل المتواصل، في أسوأ حال (٤٢) ".
وذهبت سلطات مدينة لندن٠وكان بعضهم من البيويتاريين- إلى أن البيوريتانيين ألزموا معارضيهم الحجة. وفي ١٥٧٤ حرم "المجلس العام" تمثيل الروايات إلا بعد فحصها وإجازتها، ومن هنا جاء بيت شكسبير "لقد كممت السلطات أفواه الفن (٤٣). ولكن، لحسن الحظ، كانت إليزابث ومجلس شورى الملكة مغرمين بالمسرحيات، وكان لبعض اللوردات فرق من الممثلين، وفي ظل