للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهناك بعض إيمان باق في الروايات المأساوية. ويظن الملك لير، من فرط ما يشعر به من مرارة:

إننا بالنسبة للآلهة، مثل الذباب بالنسبة للأطفال الأشقياء

يقتلونه من أجل اللهو واللعب (٧٧).

ولكن إدجار الطيب يرد على ذلك بقوله "ولكن الآلهة عدول، وإنهم ليتخذون من رذائلنا السارة أدوات لتعذيبنا (٧٨) "، كما يؤكد هملت إيمانه "باله يشكل نهايتنا ويقطعها دون صقل كيف ما نشاء (٧٩) .. " وعلى الرغم من الإيمان الذي يصطرع في النفوس، بعناية إلهية تتصرف معنا تصرفاً عادلاً، هناك في أعظم روايات شكسبير من عدم الإيمان بالحياة نفسها، فان جاك (أحد أتباع الدوق المطرود في رواية على هواك.) لا يرى في "العصور السابقة" للإنسان شيئاً إلا كان بطيء النمو سريع العطب. ونسمع مثل هذه "اللازمة" في رواية الملك جون:

الحياة مملة مثل حكاية تروى مرتين

فترهق الأذن الثقيلة لرجل نعسان (٨٠).

وفي ذم هملت للدنيا:

تباً لها آه، تباً لها، إنها حديقة ملأى بالأعشاب الضارة.

التي تنمو وتتكاثر، وكل شيء يحدث ويكبر في الطبيعة،

نمتلكه فحسب (٨١).

وفي ماكبث:

إنطفئي، أيتها الذبالة القصيرة!

ليست الحياة إلا خيالاً عابراً،

أو هي أشبه بممثل مسكين يختال ويضيع وقته فوق المسرح،

ثم لا يعود يسمع له صوت، إنها حكاية

يرويها معتوه، تعج بالضجيج والعنف،

ولكنها لا تعني شيئاً (٨٢).

وهل ثمة شيء من فكرة الخلود يخفف من حدة هذا التشاؤم؟ إن لورنزو- بعد أن وصف لجسيكا موسيقى النجوم، يضيف أن "مثل هذا التناغم أو الانسجام