وأعاد القرن الثامن عشر روايات شكسبير إليه. فنشر نيقولا رو (١٧٠٩) أول طبعة إنتقادية وأول سيرة حياة للشاعر. وأصدر بوب وجونسون طبعات وتعليقات. أما بترتون وجاريك وكمبل، والممثلة ساره سيدونز فقد جعلوا شكسبير معروفاً مألوفاً محبوباً بشكل لم يسبق مثيل على المسرح. وفي ١٧٧٨ خلد توماس بودلر Bowdler اسمه هو نفسه بنشر. نسخة مهذبة حذف منها "كل ما ينافي الحشمة والفضيلة، مما لا يمكن قراءته جهراً في الأسرة". وفي أوائل القرن التاسع عشر احتضنت الحركة الرومانتيكية شكسبير، وحولته مبالغات كولردج وهازلت ودي كوينسي وتشارلز لام إلى معبود قبلي.
واعترضت فرنسا-فما جاءت سنة ١٧٠٠ حتى كان رونسار وماليرب وبوالو قد شكلوا معاييرها الأدبية وفق التقاليد اللاتينية، من حيث التراتيب والشكل المنطقي والذوق الهذب والتحكيم العقلاني. وكانت فرنسا قد أقرت، في أعمال راسين الكلاسيكية في المسرحية. وقد أزعجها وعكر صفوها شكسبير بتلاعبه الفارغ بالألفاظ، والسيل الجارف من العبارات، وعواصفه العاطفية، ومهرجيه الأفظاظ، وجمعه بين الملهاة والمأساة. وعندما عاد فولتير من إنجلترا (١٧٢٩) أتى معه ببعض التقدير لشكسبير، فهو يقول "أظهرت الفرنسيين لأول مرة على بعض اللآلئ التي عثرت عليها بين الأكداس الهائلة (١٠٣) ". ولكن إذا وضع أحدهم شكسبير في مرتبة أعلى من راسين، انبرى فولتير للدفاع عن فرنسا بقوله "إن شكسبير همجي محبوب"(١٠٤). وفي القاموس الفلسفي (١٧٦٥) أجرى فولتير بعض التعديل "إن لهذا الرجل نفسه قطعاً تلهب الخيال وتنفد إلى القلب ...... لقد أدرك هذه المنزلة من الرفعة والسمو دون أن يسعى إليها (١٠٥) " وساعدت مدام دي ستاي (١٨٠٤) وجيزو (١٨٢١) وفيلمين (١٨٢٧) -ساعدوا فرنسا على الاصغاء لشكسبير في أناة وصبر. وأخيراً فان ترجمة الروايات إلى نثر فرنسي جيد، تلك الترجمة التي قام بها فرنسوا بن فيكتور هيجو أكسبت شكسبير احترام فرنسا له، ولو أنه لم يصل إلى مستوى