إرل مورتورن، والبارون روثفن وغيرهما من النبلاء في تدبير قتل رتشيو، ووقعوا "عهداً" تعاهدوا فيه على تدعيم البروتستانتية في إسكتلندة، وعلى منح دارنلي "تاج الزواج"-أي كل حقوقه وسلطاته بوصفه ملكاً على إسكتلندة-وأن يكون له الحق في العرش عند وفاة ماري. ووعد دارنلي بحماية الموقعين على "العهد" من نتائج "أية جريمة" قد ترتكب؛ وبإعادة موري وسائر اللوردات المنفيين (٢٨).
وفي ٦ مارس ١٥٦٠ كشف راندولف للورد سيسل النقاب عن المؤامرة (٢٩). وفي ٩ مارس نفذت. واقتحم دارنلي حجرة الملكة حيث كانت تتناول العشاء مع رتشيو وليدي آرجيل، وأمسك الملكة واحتجزها، واندفع مورتون وروثفن وآخرون إلى الحجرة، واقتادوا رتشيو خارجها، رغم احتجاجات واعتراضات لا غناء فيها من ماري، وعلى السلم كالوا له الطعنات حتى الموت-ستاً وخمسين طعنة، إحكاماً للتدبير وضماناً للقضاء عليه. ودق أحدهم ناقوس الخطر في المدينة، فسار حشد كبير من المواطنين المسلحين إلى القصر، واقترحوا تمزيق ماري "إرباً (٣٠) " ولكن دارلني أقنعهم بالتفرق، وبقيت ماري طوال الليل وطيلة اليوم التالي سجينة السفاحين في قصر هوليرود. وفي نفس الوقت لعبت على فزع دارلني وحبه لها، فساعدها وصحبها، عندما هربت في الليلة التالية ولجأت إلى دنبار Dunbar وهناك أقسمت أن تنتقم، فأصدرت نداء إلى مؤيديها المخلصين، ليهبوا لنجدتها والدفاع عنها. وأعادت موري إلى المجلس، وربما فعلت هذا رغبة في إشاعة الفرقة بين أعدائها.
وكان أكثر من عرضوا مساعدتها وحمايتها فعالية وأثراً جيمس هيبرون Hepburn، إرل بوثول Bothwell الرابع. وكان شخصية غريبة سيئة الطالع، ولم يكن وسيماً، ولكن قوي الجسم والعاطفة والإرادة. مغامراً في لبر والبحر، يحذق الضرب بالسيف والمغول (سيف مستقيم مستدق الرأس ذو حدين). يرهب الرجال بجرأته الهادئة، ويفتن النساء بحديثه وتهوره واشتهاره بالقدرة على إغوائهن، ولكنه كان كذلك على درجة عالية من التعليم، ومحباً للكتب، ومؤلفاً، في وقت لم يكن فيه كثير من النبلاء الإسكتلنديين يعرفون كتابة أسمائهم. وكرهته الملكة أول الأمر،