فأجاب لثنجتون على هذا بأنه من الميسور إيجاد طريقة لتخليصها من دارنلي دون الإضرار بابنها فلم توافق وعرضت أنها تفضل الخروج من إسكتلندة، وتترك الحكم لدارنلي، وأنهت الحديث بقولها: محذرة، أريد منكم ألا تفعلوا شيئاً يلوث شرفي أو ضميري، ولذلك أتوسل إليكم أن تتركوا المور كما هي، وأن نحتمل حتى يقضي الله فيها برحمته (٣٥)". وكم من مرة تحدثت آنذاك عن الانتحار (٣٦).
وفي أكتوبر ١٥٦٦، أو نحو ذلك. وقع آجريل وسير جيمس بلفور وبوثول، وربما كان معهم لثنجتون، على ميثاق بالتخلص من دارنلي. وترامى إلى مسامع إرل لينوكس نبأ هذه المغامرة، وحذر ابنه دارنلي الذي كان يعيش بعيداً عن ماري، مع والده في جلاسجو (ديسمبر ١٥٦٦). وهناك مرض دارنلي، وكان من الواضح أنه مريض بالجدري، رغم انتشار إشاعة بأنه مسموم. وفي الوقت نفسه حانت الشبهات حول ماري وعلاقتها الآثمة مع بوثول، نتيجة لنمو المودة والألفة بينهما. ونعتها نوكس صراحة بأنها بغي عاهرة (٣٧). ويبدو أنها اتصلت برئيس الأساقفة هملتون لاتخاذ الترتيبات لطلاق بوثول من زوجته. وعرضت على دارنلي أن تزوره، ولكنه بعث إليها برد ملؤه التقريع والإهانة. وعلى الرغم من هذا ذهبت إليه (١٢ يناير ١٥٦٧) وأكدت إخلاصها له، وأيقظت فيه من جديد حبه لها، وتوسلت إليه أن يعود إلى أدنبرة، حيث وعدت أن ترعاه وتعيد إليه موفور الصحة والسعادة.
وهنا تدخل الرسائل المعروفة باسم "رسائل الصندوق الفضي" إلى مسرح الحوادث لتكمل المشهد. وتتوقف بقية القصة إلى حد ما على صحة تلك الرسائل، وهذه قضية لا تزال بعد مضي أربعمائة سنة مثار خلاف ومناقشة. وزعموا أن تلك الرسائل وجدت في صندوق صغير من الفضة كانت ماري قد أهدته إلى بوثول، ثم استولى عليه، في ٢٠ يونية ١٥٦٧، من أحد خدم بوثول، بعض وكلاء النبلاء الذين كانوا يسعون آنذاك إلى خلع الملكة. وفتح الصندوق في اليوم التالي بمعرفة مورتون ولثنجتون وغيرهم من أعضاء المجلس الخاص. وسرعان ما عرضت