بعد ذلك على البرلمان إسكتلندة، ثم أخيراً على اللجنة الإنجليزية التي تولت محاكمة ماري في ١٥٦٨، وكانت عبارة عن ثمانية خطابات وبعض شذرات متناثرة من قصائد شعرية، وكلها فرنسية، غير موجهة لأحد، ولا تحمل تاريخاً، ولكنهم زعموا أنها من ماري إلى بوثول. وأقسم اللوردات أعضاء المجلس أمام البرلمان أن الرسائل صحيحة، ولم يحدث فيها أي تلاعب، ولكن ماري ادعت أنها مزيفة. والظاهر أن ابنها اعتبرها "حقيقة، لأنه أتلفها (٣٨)، ولم يبق إلا صور منها". ولما أطلع ملوك القارة على هذه الصور تصرفوا وكأنما وثقوا من صحتها (٣٩). وارتابت إليزابث أول المر في صحتها، ثم عادت فسلمت بها في شيء من التردد، واول ما يتبادر إلى الذهن عند قراءة الرسائل، هو الارتياب في أن امرأة تتوسط في قتل زوجها ثم تفصح في طيش وإسهاب بالغين عن مقاصدها في رسائل تعهد بها إلى رسل يمكن أن يعترض أحد سبيلها أو يرشوهم، ثم أنه يبدو من المستحيل أن يحتفظ بوثول بمثل هذه الرسائل التي تدينه وتورطه في جريمة. ثم من غير المحتمل بنفس القدر أن يوجد في إسكتلندة أحد حتى الداهية لثنجتون نفسه (المشتبه فيه بصفة خاصة) كان في مقدوره أن يزيف أي جزء هام من هذه الرسائل في سحابة اليوم الذي مضى بين الاستيلاء على الصندوق وعرض الرسائل على المجلس أو البرلمان. والرسالة الثانية التي تحمل أكبر إدانة، مطولة بشكل غريب، وتقع في عشر صفحات مطبوعة. ولو كانت مزيفة، لكانت أكبر عملية تزييف غير عادية، لأن محتواها العاطفي يبدو متطابقاً مع طبيعة ماري، قدر تطابق الكتابة مع خط ماري. وإنها لمثل ماري شريكة ضالعة في قتل دارنلي، مترددة تملؤها الحسرة والأسى، وتشعر بالعار والخجل من أجل ذاك (١).
وسمح الملك العليل المتخوف الواثق بأن ينقل عبر إسكتلندة في محفة ليقيم في بيت
(١) يميل النقاد إلى القول بأن الرسائل حقيقية في معظمها مع بعض التحريف. وذهب لورد أكتون وهو رجل خبير كاثوليكي أمين: إلى أن أربعاً من هذه الرسائل حقيقية (٤٠)؛ وأن الرسالة الثانية مزيفة ويمكن قراءة هذه الرسائل في كتاب أندرو لانج Mystery Of Mary Stuart؛ ص٣٩١ - ٤١٤.