نورفولك وروس وعدد من النبلاء الكاثوليك. وحوكم نورفولك بتهمة الخيانة، وصدر الحكم عليه. وترددت إليزابث في التصديق على حكم الإعدام على مثل هذا النبيل البارز العظيم. ولكن سيسل والبرلمان الإنجليزي وأقطاب الكنيسة الأنجليكانية، طالبوا بإعدام نورفولك وماري كليهما. واتخذت إليزابث حلاً وسطاً فأرسلت نورفولك إلى السجن (٢ يونية ١٥٧٢). ولما ترامت إلى إنجلترا أنباء مذبحة سانت برثلميو (٢٢ أغسطس) تعالت الصيحات من جديد، للمطالبة بإعدام ماري (٥٨). ولكن إليزابث أصرت على الرفض.
ولن نستطيع أن ندرك مدى يأس ماري ومدى شعورها بفداحة الذنب ألا إذا تذكرنا أنها قضت في الأسر قرابة تسعة عشر عاماً. وكان مكان احتجازها يتغير، باستمرار، مخافة أن العطف الذي يشعر به نحوها أهالي البلاد المجاورة أو سجانوها، يأتي بمؤامرات أخرى أو يغري بها، وكانت شروط احتجازها تتسم بالروح الإنسانية، حيث سمح لها بتسلم معاشها- الفرنسي- ١٢٠٠ جنيه سنوياً- وأعطتها الحكومة الإنجليزية مبلغاً محترماً للطعام والعلاج الطبي والخدم ووسائل الترفيه وسمح لها بحضور القداس وغيره من الصلوات الكاثوليكية، وحاولت أن تشغل الساعات الطوال بالتطريز والقراءة، وفلاحة البستان واللعب مع كلابها المدللة. ولما تلاشت آمالها في الحرية، فقدت حرصها على العناية بنفسها، ولم تتريض إلا قليلاً، وأصبحت مترهلة بدينة، وأصيبت بالروماتيزم، وتورمت رجلاها في بعض الأحيان إلى حد لا تستطيع معه المشي. وفي ١٥٧٧، وهي بنت الخمسة والثلاثين عاماً فقط، ابيض شعرها فغطته بشعر مستعار.
وعرضت، في يونية ١٥٨٣، أن تنزل عن أي حق لها في تاج إنجلترا، إذا أطلق سراحها، وألا تتصل بالمتآمرين قط، وأن تعيش في أي مكان في إنجلترا تختاره إليزابث، وألا تبتعد عن مقر إقامتها بأكثر من عشرة أميال. وأن تخضع لرقابة جيرانها وأشرافهم. ولكن أشير على إليزابث بألا تثق فيها.
واستأنفت ماري مشروعات الهرب، وبعد وسائل متنوعة سعت إلى الاتصال