للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المنطقة المتجمدة الشمالية (١٦٠٨). ومن ملاحظاته الخاصة، رسم اتجاهات لحساب خط العرض من درجة الانحراف المغناطيسي. وذهب إلى أنه "من حول جسم مغناطيسي تنتشر القوة المغناطيسية في كل ناحية". ونسب دوران الأرض إلى تأثير هذا المجال المغناطيسي. وانتقل جلبرت من هذا إلى دراسة الكهرباء-ولم يكن قد تم فيها شيء يذكر منذ القدم-وأثبت أن ثمة مواد أخرى كثيرة-غير الكهرمان، يمكن بحكها أن تولد كهرباء بالاحتكاك. ومن اللفظة اليونانية لكلمة Amber ( كهرمان). كون لفظة Electric ( كهرباء) لتدل على قوة تحرف الإبرة المغناطيسية. واتقد بأن كل الأجسام السماوية مزودة بالمغناطيسية، واستخدم كبلر هذه الفكرة لتفسير حركة الأجسام السماوية. والحق أن معظم عمل جلبرت كان مثالاً يدعو إلى الإعجاب للنهج التجريبي، وأن آثاره على العلوم والصناعة لا حدود لها.

وظهر تقدم العلوم أكثر في جهود النفوس المغامرة أو المولعة بالتحصيل والكسب، لاكتشاف "المغناطيس الأعظم" لأغراض جغرافية واقتصادية. وفي ١٥٧٦ نشر سير همفري جلبرت (ولا يمت بصلة إلى وليم جلبرت) "مقالاً موحياً .... عن طريق جديد إلى الصين". مقترحاً الإبحار في اتجاه الشمال الغربي، عبر كندا أو حولها. وفي نفس العام أبحر سير مارتن فروبشر بثلاث سفن صغيرة ليكتشف طريقاً مثل هذا. وغرقت إحدى سفنه، وهجر الثانية ملاحوها، وسار هو قدماً بالسفينة "جبراييل" البالغة الصغر والتي لم تتجاوز حمولتها ٢٥ طناً. ووصل إلى بفن لاند، ولكن الاسكيمو حاربوه، فعاد إلى إنجلترا طلباً لمزيد من الرجال والمؤن. وانحرفت رحلاته بعد ذلك عن الجغرافيا للبحث عن الذهب دون جدوى، ثم تمسك جلبرت بضالته المنشودة، وهي الطريق الشمالي الغربي إلى الصين، ولكنه أغرق وهو يحاول ذلك (١٥٨٣). وبعد ذلك بأعوام أربعة اندفع جون دافيز في المضيق المسمى اليوم باسمه، وحارب الأرمادا، ثم أنطلق إلى البحار الجنوبية مع توماس كافندش واكتشف جزر فوكلند، وقتله القراصنة اليابانيون بالقرب من سنغافورة (١٦٠٥) وارتاد كافندش الجزء الجنوبي من أمريكا