للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أوربا- منها أن العقيق الأحمر يضئ في الظلام، وأن الفيل لا مفاصل له، وأن العنقاء تتوالد بذاتها من رفاتها، وأن السمندر (نوع خرافي من الضفادع) يمكن أن يعيش في النار، وأن وحيد القرن (حيوان خرافي له جسم فرس وذيل أسد) له قرن واحد في وسط الجبهة، وأن البجع يغني قبل موته، وأن الفاكهة المحرمة كانت التفاح، "وأن ضفدع الطين يبول وبهذه الطريقة ينفث سمه (٣٥) " ولكنه كأي مهاجم للتقاليد والمعتقدات القديمة، كان له معتقداته، فانه آمن بالملائكة والشياطين وقراءة الكف والسحرة (٣٦)، وشارك في ١٦٦٤ في اتهام امرأتين بأنهما ساحرتان، وشنقا بعد ذلك على الفور، وهما تؤكدان براءتهما (٣٧).

ولم يكن به ميل إلى النساء، وذهب إلى أن "الجنس" أمر مرذول فقال

لم أتزوج غير مرة واحدة فقط، وإني لأمتدح أولئك الذين

يعقدون العزم على ألا يتزوجوا مرتين، وإني لأتمنى أن نتكاثر،

مثل الشجر، دون اتصال جنسي، أو أن تكون هناك وسيلة

أخرى للإبقاء على الجنس البشري، انه أقبح عمل يأتيه الرجل

العاقل في حياته، وليس ثمة شيء يوهن من عزيمته ويؤذي

خياله أكثر من تفكيره في أية حماقة تافهة شاذة قد ارتكبها (٣٨).

أما بالنسبة لموضوعه الرئيسي فانه مسيحي بحكم الدفاع عن المسيحية:

أما من حيث ديانتي، فانه على الرغم من الظروف الكثيرة التي

قد تغري العالم، فليس لدي منها شيء قط (مثل الخزي العام في

مهنتي، المجرى الطبيعي لدراساتي وأبحاثي، عدم التحيز في

سلوكي وفي أحاديثي في الموضوعات الدينية، فلا أتحمس في

الدفاع عن دين، ولا أعارض ديناً آخر بمثل هذا العنف الذي

اعتاد الناس أن يعارضوا به الديانات الأخرى)، ولكن برغم

كل شيء، فإني أتجاسر، دون أي إكراه، على اعتناق المسيحية

الكريمة. لا لأني أدين بلقبي لجرن المعمودية، ولا من أجل