وضيع إسكس الوقت سدى، على حين كان الهرب والمرض ينخران في جيشه، وأصيب هامدن بجرح مميت في بعض المناوشات عند شالجروف فيلد. وهزمت قوة برلمانية في أدوالتون مور (٣٠ يونية ١٦٤٣)، ودمرت قوة أخرى في راوندواي داون (١٣ يولية). وسقطت برستول في يد الملك. ولما ساءت أقدار البرلمان إلى هذا الحضيض، ولى وجهه شطر إسكتلندة طلباً للعون. وفي ٢٢ سبتمبر وقع مندوبو إسكتلندة "تحالفاً وميثاقاً مقدسين"، تعهد الاسكتلنديين بمقتضاه بإرسال جيش لمساعدة البرلمان مقابل ٣٠ ألف جنيه شهرياً، شريطة أن يقيم البرلمان في إنجلترا وإيرلندا مذهب البروتستانتية المشيخية-أي حكومة المشايخ في الكنيسة، ودون سيطرة الأساقفة، وفي نفس الشهر عقد شارل صلحاً مع المتمردين الإيرلنديين، المتقدم بعضهم للقتال في صفوفه في إنجلترا. وابتهج الكاثوليك الإنجليز لهذا. وتزايد عدد البروتستانت الذين انقلبوا على الملك. وفي يناير ١٦٤٤ هزم الغزاة الإيرلنديين في نانتوتش وتقدم الجيش الاسكتلندي نحو إنجلترا. والآن كانت الحرب الأهلية تضم ثلاث أمم وأربعة مذاهب.
وفي يولية ١٦٤٣. انعقدت "جمعية وستمنستر"-١٢١ من رجال الدين الإنجليز، ٣٠ من العلمانيين الإنجليز، وثمانية مندوبين اسكتلنديين (انضموا فيما بعد) -لتحدد البروتستانتية المشيخية الجديدة في إنجلترا. ولقد عوقت السيطرة البرلمانية أعمال هذه اللجنة حتى باتت تجرر أذيالها في مؤتمرات تعقدها لمدة ست سنوات. وانسحب نفر قليل من الأعضاء كانوا يظاهرون الحكومة الأسقفية. وطالبت فئة قليلة من البيرويتانيين المستقلين ألا يشهد الاجتماع مشيخيون ولا أساقفة. أما الأغلبية-وفاء بتعهد البرلمان ونزولاً على إرادته، فإنها أيدت أن يتولى الأمور الدينية في إنجلترا أو إيرلندة وإسكتلندة شيوخ الكنيسة ومجلسهم والمجامع الإقليمية والجمعيات العامة. وألغى البرلمان الحكومة الأسقفية الإنجليكانية (١٦٤٣)، وأقر التنظيم المشيخي والمذهب المشيخي، ووضع لهما القوانين (١٦٤٦)، ولكنه احتفظ لنفسه بحق الاعتراض على أية قرارات كنسية. وفي ١٦٤٧ أصدرت الجمعية "اعتراف وستمنستر بالعقيدة والتعاليم الكبرى والتعاليم الصغرى" وكلها تثبت