مذهب كلفن في القضاء والقدر، والاصطفاء، والرفض (أي الإخراج من الزمرة الإبرار (١)) وأهملت الكنيسة الإنجليكيانية وعودة الملكية إلى أسرة ستيورت، جمعية وستمنستر، ولكن "الاعتراف والتعاليم" بقيت معمولاً بها نظرياً في الكنائس المشيخية في البلاد الناطقة بالإنجليزية.
واتفقت الجمعية والبرلمان على رفض ما تقدمت به الفرق الصغيرة من التماس التسامح الديني. والتمست مدينة لندن المتحدة من البرلمان القضاء على كل الهرطقات. وفي ١٦٤٨ قدم أعضاء مجلس العموم مشروعات تقضي بعقوبة السجن مدى الحياة على خصوم تعميد الأطفال، وبعقوبة الإعدام على من ينكرون الثالوث الأقدس أو المتجسد أو نزول الكتاب المقدس بوحي من عند الله، أو خلود الروح (٨٧). وأعدم عدد من الجزويت فيما بين عامي ١٦٤٢ و١٦٥٠. وفي يناير ١٦٤٥، اقتيد رئيس الأساقفة لود، وهو في الثانية والسبعين، من السجن إلى ساحة الإعدام، ولكن البرلمان أحس أنه مشغول بالحرب إلى أقصى حد، أو أنه ليس ثمة مجال للرفق والمجاملة. ومهما يكن من أمر فإن كرومويل ناضل في سبيل شيء من التسامح. وفي ١٦٤٣ شكل في كمبردج فرقة أطلق عليها "ذوو الدروع الحديدية Ironsides" وهو اسم أطلقه في الأصل الأمير روبرت على كرومويل نفسه، ورحب بكل الأفراد الذين ينضمون إلى الفرقة من كل الملل والنحل-باستثناء الكاثوليك وأنصار حكومة الأساقفة-"ممن لا تفارق خشية الله نفوسهم"، وممن يتدبرون
(١) مقتطفات من "اعتراف" وستمنستر، فقرة ٣ "بأمر الله، وإظهاراً لمجده وعظمته، قدر على بعض الناس والملائكة والحياة الخالدة، وقضى على آخرين بالموت الأبدي. أما الذين كتب عليهم الحياة الخالدة من البشر، فإن الله-قبل وضع أساس العالم ووفقاً لمشيئته الخالدة الثابتة التي لا تتغير، وما اقتضت إرادته الخفية-قد اختارهم في المسيح لمجد خالد، منه ونعمة وحباً، دون تنبؤ بالعقيدة أو صالح الأعمال، أو المثابرة على أي منهما … وكل هذا وفق مشيئته الخالصة سبحانه. أما بقية البشر فقد اقتضت إرادته التي لا مرد لهل، أن يبسط إليهم رحمته، أو يقبضها عنهم كما يشاء، لأنه المهيمن على كل خلقه فيتغاضى عنهم، أو يوقعهم في الخزي ويسلط عليهم العذاب جزاء بما كسبت أيديهم إقراراً للعدالة الإلهية (٨٦).