قررت قط!» (٢٥) وفي المحادثات التمهيدية لمعاهدة كاتو-كاميريرزي كان هناك وعد بزواج كارلوس-وهو يومها في الرابعة عشرة- من اليزابث فالوا، ولكن في المعاهدة نفسها اتخذ فليب هذه الأميرة زوجة له بعد أن ترمل بموت ماري تيودور، وذلك ليحول الصداقة الفرنسية من انجلترا إلى أسبانيا، وبعد عام وصلت العروس إلى مدريد (١٥٦٠). ولعل كارلوس حين رأى جمالها المتواري خلف قناع من الحشمة ساءه هذا التحوير لحق «السيد الاقطاعي»، ولكن ليس هناك دليل على وجود اية علاقة غرام بينه وبين الملكة ذات الأربعة عشر ربيعا (٢٦).
وكان من المسلم به رسميا أن كارلوس وريث للتاج برغم علته. وفي عام ١٥٦١ أرسل إلى جامعة ألكالا «القلعة». وهناك سقط من درجات سلم خلال مطاردته فتاة يغازلها فكسرت جمجمته، وراح يهذي في غيبوبته. ونشر الجراح الكبير فيزاليوس عظم رأسه فأنقذ حياة الصبي، ولكن تحسن حالته عزاه الناس إلى رفات أخ فرنسسكاني تقي- مات قبل قرن-أخذت من تابوتها ووضعت على الفراش إلى جوار الأمير. وخلال نقاهة الفتى الطويلة مكث فليب في «القلعة» وأنفق الوقت الكثير إلى جانبه. وأعيد كارلوس إلى مدريد وهناك استرد من العافية ما سمح له بالانضمام إلى شباب النبلاء في حوادث العنف يرتكبونها في الشوارع ضد الرجال والنساء. وقوت اعتداءاته القاسية الصاخبة، الشبهة في أن سقطته قد ألحقت بمخه أذى لا شفاء له منه. ولم يكن مما يعنيه على كسب عطف فليب أنه أعرب عن تعطفه مع الثوار في الأراضي المنخفضة. ولما عين ألفا قائدا للجيش هناك احتج كارلوس بأن هذه المهمة كان يجب أن تعهد إليه، فنهى الفا عن الذهاب، وهاجم الدوق بخنجر شهره عليه حين أصر على الذهاب (٢٧). ويبدو أن الأمير خطر له حينا أن يهرب إلى الأراضي المنخفضة ويضع نفسه على رأس الثورة (٢٨). وكلف فليب بعض