جرائيان بعض العملة الدولية إذ أختار من كتبه ثلاثمائة فقرة نشرها تحت هذا العنوان «الوحي لميسر، وفن الحكمة الدنيوية». وقد قام شوبنهاور بترجمة من ترجماتها الكثيرة. وإلى القارئ عينات من هذه:
"حذار من أن يكسف ضوءك ضوء السيد … لقد
كان التفوق دائما مكروها، وكلما عظم اشتد الكره له.
وشيء من الحذر كفيل بتغطية فضائلك العادية كما تخفي
حسنك باللباس المهمل (٦).
إن التوسط في الكفاية يحرز بالاجتهاد تقدما أكثر مما يحرزه
التفوق بدونه (٧).
للحظ قواعد، فالعقلاء لا يرون الأشياء كلها وليدة
الصدفة (٨).
ليس الكما في الكم بل في الكيف …
بعض الناس يحكمون على قيمة الكتب بركبهم، وكأنها كتبت لتمرين
الأذرع (٩).
فكر كالقلة، وتكلم كالكثرة … إن الحقيقة للقلة
… ليعتصم الحكيم بالصمت، فإذا سمح لنفسه أحيانا
بالكلام فليكن في حمى القليلين والفاهمين (١٠).
تعلم كيف تكون لا … لا يكن الرفض قاطعا، فالحقيقة
تتجلى تدريجيا … عليك بالمجاملة لتملأ به فراغ الرفض (١١).
قد نتبين نضج أمرىء من البطىء الذي يصدق به ما يسمع (١٢)
هناك دائما متسع من الوقت تضيف فيه كلمة، ولا وقت
لسحب كلمة (١٣) ".
كان المؤرخون الأسبان في هذه الفترة خير المؤرخين في أوربا. وجمع فليب في دار المحفوظات بسيمانكاس مجموعة هائلة من الأوراق الرسمية وغيرها من الوثائق، لأن «الاخباريين والمؤرخين قاصرو العلم بشئون