للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عجيبة من عجائب الذاكرة هؤلاء خارج القاعة (٤٤) - فنشرها قد يهبط بعدد روادها. على أن لوبي نشر في عناية وحب رواياته الشعرية - اركاديا» وسان ايسيدرو، واورشليم المفتوحة، ولاهور موسورا دي أنجليكا، ولا دوروتيا، وكلها مشجية متوسطة الجودة.

والحبكة في مسرحياته هي كل شيء، أما الشخوص فقلما تحظى من مؤلفها بدراسة وثيقة، ويخيل للمرء أنه يصدق على هذه المسرحيات ما قاله ثورو في الصحف - وهو أنك لو غيرت أسماءها وتواريخها لا أكثر، لوجدت المحتوى دائماً هو هو. فالقصة تدور في كل الحالات تقريباً حول عاملين: الدفاع عن العرض، ثم من يضاجع السيدة. أما جمهور النظارة فلم يكن يمل قط من معالجة الموضوع الثاني في صور متنوعة، لأنه حرم ممارسة أي من صوره هو. وكان خلال ذلك يستمتع بالفكاهة العارضة، والحوار لذكي، والشعر العاطفي الذي يتدفق سريعا رشيقا من أفواه النساء الحسان والرجال البواسل. وهكذا اتخذت روح الرومانسيات، التي لم تنقرض قط، حياة جديدة على المسرح الأسباني.

وأشهر مسرحيات لوبي هي «نجمة إشبيلية». ففي هذه المسرحية يفد سانشو الشجاع ملك قشتالة على إشبيلية، فيطري بهاء شوارعها، ولكنه يطلب إلى مستشاره أرياس أن يزيده حديثا عن نسائها بنوع خاص:

«الملك: ثم نساؤها ذوات الحسن السماوي، لم لا تحدثني عنهن؟ … قل لي، ألا تلتهب عواطفك ببهاء مفاتنهن؟

أرياس: أن الدونا ليونور دي بييرا بدت لي كأنها السماء المنيرة ذاتها، ففي وجهها أشق ضياء شمس الربيع.

الملك: إن في وجهها شحوباً كثيراً … أريد شمساً تحرق ولا تجمد.

أرياس: إن المرأة التي ألقت إليك الورود هي الدونا منثيا كورونيل.

الملك: سيدة جميلة، ولكني رأيت أجمل منها … واحدة منهن