ضرائبهم. وجد خزانة الدولة مدينة بمبلغ ٢٩٦. ٠٠٠. ٠٠٠ جنيه، فسدد هذه الديون، ووازن الميزانية، وجمع فائضاً بلغ ١٣٠٠٠. ٠٠٠ جنيه. وحمى وشجع كل نواحي الحياة الاقتصادية، وبنى الطرق والكباري، وخطط للقنوات الكبرى التي أزمعت أن تربط الأطلنطي بالبحر المتوسط، والسين باللوار (٢١). وأعلن أن جميع الأنهار الصالحة للملاحة جزء من الأملاك الملكية، وحظر وجود العوائق فيها، وأعاد من جديد تدفق السلع داخل البلاد.
واستطاع هنري أن يخلق فرنسا من جديد بمعونة وزراء أحسنَ اختيارهم كوزيره صلى. فرد للمحاكم و «البرلمانات» وظائفها وسلطتها الشرعية، وإذا كان قد سمح للموظفين البيروقراطيين بتوريث مناصبهم لأبنائهم لقاء ثمن يؤدونه فإن الدافع له لم يكن مجرد جمع المال، بل كفالة استقرار الإدارة والنهوض بالطبقات الوسطى- ولا سيما رجال القضاء «نبالة الرداء» - ليكونوا مقابلاً وموازناً للارستقراطية المعادية. وقد درس هذا الملك، الذي كان فيه من الحرص على الحياة والعمل ما لا يسمح له بقراءة كتاب أوليفييه دسير المسمى «مسارح الزراعة»(١٦٠٠) - درس هذا الكتاب بعناية، وفيه اقتراحات لأساليب زراعية أكثر علمية، وأرسى هذه التحسينات في أراضي التاج لتكون نماذج وحوافز للفلاحين الخاملين. وكان يقول إنه يتوق لرؤية «دجاجة في كل قدر يوم الأحد»(٢١). وحظر على النبلاء أن يركبوا خيلهم فوق الكروم أو حقول الغلال وهو منطلقون إلى صيدهم، ومنع غارات الجند على أراضي الفلاحين. وألغى عشرين مليون جنيه من متأخرات الضرائب المستحقة على الفلاحين (ربما لأنه عرف أنه لن يستطيع جمعها أبداً). وسبق كوليير بحمايته الصناعات الموجودة بالرسوم الكمركية، وادخال الصناعات الجديدة كصناعة الخزف المصقول والزجاج وتربية دودة القز، وزرع أشجار التوت في حدائق التويلري وفونتنبلو، وأمر بأن