للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وأن كن أنيقات رقيقات) يرين مراراً مكشوفات الصدر حتى السرة (١٦)» ورغبة في تأكيد بياض البشرة أو حمرة الخدود، بدأت النساء في القرن السابع عشر تزيينها ببقع أو رقع سماها أصحاب الأمزجة غير الشعرية «الموش» أو الذباب. وقسين مشداتهن بعظم الحوت وفردن تنانيرهن المطوقة بالسلك. ورفعن شعورهن في العديد من الأشكال المغرية. أما الرجال فأطلقوا شعورهم المجعدة طويلة مرسلة، وتوجوا رؤوسهم بقبعات عريضة يزينها ريش مرح. وأفشى لويس الثالث عشر بدعة الشعر المستعار لما أصابه من صلع مبكر. وهكذا تبارى الجنسان في غرور المظهر وخيلائه.

ولم تمنعهم آدابهم من تناول الطعام بأصابعهم. ولم تحل الشوك محل الأصابع، حتى بين النبلاء، إلا عام ١٦٠٠، وليس قبل عام ١٧٠٠ تقريبا في غيرهم من الطبقات. وقد حقق مطعم عصري يدعو لاتور دراجن الشهرة بتقديمه الشوك لزبائنه، وكان هنري الثالث يتغذى فيه وهو عائد من صيده، وكان الفرنسيون يأكلون الضفادع والقواقع في القرن السابع عشر. أما شرابهم المفضل فهو النبيذ. وقد بدأوا يستعملون القهوة ولكنها لم تكن بعد شراباً لا غنى عنه. وكان الكاكاو قد دخل فرنسا من المكسيك بطريق أسبانيا، وذمه بعض الأطباء زاعمين أنه ملين في وقت غير مناسب، ووصفه غيرهم دواء للأمراض التناسلية، وروت مدام دسفيتي أن سيدة حاملاً اسرفت في شربه إسرافاً جعلها تلد «ولداً صغيراً أسود كالشيطان» (١٧).

وانعكس التحسن في آداب السلوك على وسائل الانتقال والترفيه. فشاع الآن استخدام المركبات العامة في غرب أوربا، وبدأ الميسورون من الفرنسيين يسافرون في عربات فخمة مجهزة بالستائر والزجاج. وفشت لعبة التنس، وأولعت كل الطبقات بالرقص. ودخلت رقصة البافان من إسبانيا، وقد اشتقت اسمها من كلمة «بافو» الأسبانية ومعناها الطاووس،