ومن ثم قدمت ولاءها لوليم أورانج، وقررت تزويده بالإمدادات من أجل الحرب (يوليه ١٥٧٢) ونقل وليم مقر قيادته إلى دلفت وأعلن أنه "الأصلع الكلفني، وهو لقب أصدق على رأسه منه على عقيدته، وفي تلك الآونة كتب فيليب فان مارنكس أغنية "وليم ناسو" التي أصبحت، ولا تزال، الترنيمة الوطنية في الأراضي الوطيئة.
ومنذ لقي وليم أورانج التشجيع على هذا النحو جهز جيشاً آخر وغزا برابانت. وفي نفس الوقت قام لويس ناسو، بمعونة كوليني، بإعداد قوة في فرنسا، ودخل هيبوت، واستولى على فالنسيان ومونز (٢٣ مايو ١٥٧٢). وتقدم ألفا ليسترد مونز، وهو يأمل بذلك أن يثني فرنسا عن مساعدة لويس. وتقدم وليم جنوباً لنجدة أخيه، وأحرز بعض انتصارات يسيرة، ولكن سرعان ما استنفذ ما لديه من مال، فتقاضى جنوده أجورهم بنهب الكنائس، وتسلوا بقتل القساوسة (٢٩). فثارت ثائرة الكاثوليك، حتى أنه عندما اقترب جيش وليم بروكسل وجد الأبواب موصدة والأهالي يحملون السلاح لمقاومته واستأنف الجيش سيره، ولكن على مسافة فرسخ من مونز فوجئ الجند، وهم نيام، بستمائة جندي أسباني، وقتلوا من جنود وليم ثمانمائة قبل أن يتمكنوا من تهيئة أنفسهم للدفاع. واستطاع وليم الهرب بشق النفس مع بقايا قواته، إلى مكلين في برابانت. وفي نفس الوقت قضى قتل كوليني ومذبحة سانت برتلميو على كل أمل في العون من فرنسا. وفي ١٧ سبتمبر سقطت مونز في يد ألفا الذي هيأ للويس وفلول جيشه أن يرحلوا دون أن يمسهم أذى. ولكن قائد جيش ألفا، فيليب دي نوفارم، شنق من تلقاء نفسه مئات من الأهالي، وصادر ممتلكاتهم وباعها بثمن عال (٣٠).
أن فشل استراتيجية وليم وإفراط قواته التي يصعب قيادها ووحشية "المتسولين" وفظائعهم، كل أولئك خيب آماله في توحيد الكاثوليك والكلفنيين واللوثرين ليقاوموا جميعاً طغيان ألفا. فإن "المتسولين". وكانوا