وعينه "رئيس الديوان الخاص لصاحبة العظمة" أي إيزابل نفسها. ولكن الملك اعترض بعد فترة من الوقت على استخدامها لمثل هذا الشخص الوضيع المحتد غير الكريم، في استقبال البعثات الأجنبية، وبحث مسائل على قدر كبير من الأهمية (٤٠)، ومع ذلك أوفد إيزابيل روبنز بعد ذلك بعام (١٦٢٨) إلى مدريد ليساعد على عقد الصلح بين فيليب الرابع وشارل الأول. وأخذ الفنان معه رسومه، وعدل الملك من رأيه في موضوع الحسب والنسب وجلس إلى روبنز ليرسم له خمس صور شخصية، وكأن الفنان الأسباني فيلا كويز لم يقم بما يكفي الملك في هذا الصدد. وتوثقت أواصر الصداقة بين الفنانين، وأسلم الفنان الأسباني، وهو آنذاك في التاسعة والعشرين، القيادة للفلمنكي العبقري الأنيس، وهو إذ ذاك في سن الواحدة والخمسين. وأخيراً عين فيليب روبنز "الوضيع النسب" مبعوثاً له في إنجلترا، وفي لندن نجح روبنز في عقد معاهدة صلح، على الرغم مما دفع ريشليو من رشوة وبث من جواسيس لعرقلة الصلح. وفي لندن رسم روبنز بعض صور شخصية إنجليزية دوق ودوقة بكنجهام (٤١)، والوجه المهيب لتوماس هوارد أرل أروندل ولحيته ودرعه (٤٢) -وبعد أن مهد الطريق أمام فانديك عاد إلى أنتورب (مارس ١٦٣٠) وقد منحته جامعة كمبردج درجة علمية، ومنحه شارل لقب فارس.
وفي الوقت نفسه كانت زوجة روبنز الأولى قد توفيت (١٦٢٦) وطبقاً للتقاليد الفلمنكية أقيمت للاحتفال بجنازتها مأدبة باذخة كلفت الدبلوماسي الفنان ٢٠٤ فلورينات (٢٥٠٠ دولار) أنفقها على "الطعام الشراب وأدوات المائدة (٤٣) "، فالموت في المجتمع الفلمنكي كان ترفاً يورث الحرمان والفقر. وأغرق روبنز شعوره بالوحشية والوحدة في الدبلوماسية. وفي ١٦٣٠، وكان قد بلغ الثالثة والخمسين، تزوج من هيلينا فورمنت ذات الستة عشر ربيعاً. أنه كان في مسيس الحاجة إلى جو من الجمال يحيط به، وكان له بالفعل من دفئها ودعتها ما فاض على فنه وأحلامه. ورسمها المرة بعد المرة، في أي زي، دون ثياب: في ثوب الزفاف (٤٤)، وهي ممسكة بقفاز (٤٥)، تعلوها ابتسامة السعادة