في قبعة أنيقة (٤٦)، وهي تخفي وركيها فقط تحت معطف من الفراء (٤٧). أما أروع الصور فهي تلك التي تمثلها تتنزه مع روبنز في حديقتها (٣٨) -وهذه الأخيرة هي إحدى القمم في التصوير الفلمنكي، ثم صورها وليدهما الأول (٤٩)، وبعد ذلك مع طفليهما (٥٠) -مبشراً بالفنان دنوار (مصور فرنسي ١١٤٩ - ١٩١٩). وحدث ولا حرج عن اللوحات التي تمثلها في وضع مثير للشهوة مثل فينوس، أو متسم بالحشمة مثل "أم الإله-العذراء".
ورسم بيرنز عاهليه المحبوبين البرت وإيزابل، بغير ما نفاق ولا رياء. وإنا لنراها في متحف فيينا وبتي، في أغلب الظن كما كانا-يحكمان بلداً قلقاً مضطرباً، بكل النيات الطيبة التي تلتئم مع المثل العليا الأسبانية، لقد عثر الفنان في الفلاندرز على أنماط ممتازة للرجال والنساء، فرسمها في تصويره لجان تشارلزدي كورد وزوجته الجميلة المتجهمة (٥١)، وفي صورة ميكائيل أو فينوس (٥٢) أسقف هرتو جنيبوخ، وترك لنا صورة ضخمة لاسبينولا الجبار (٥٣). ولكن رسم الصورة الشخصية لم يكن موطن التفوق والامتياز في روبنز، فهو لم يقدم لنا نظرات نافذة دقيقة أو إيحاءات صادرة من الأعماق، كما فعل رمبرانت. وأعظم صوره الشخصية هي تلك التي رسمها لنفسه في ١٦٢٤ من اجل من صار فيما بعد شارل الأول (٥٤): قبعة ضخمة ذات أشرطة ذهبية لا تكشف إلا عن جبهة عريضة لرأس أصلع، مع عينين محدقتين في نظرة فضولية. والأنف الطويل الحاد يبدو أنه يتفق مع العبقرية، والشارب المتصلب الخشن واللحية الحمراء الجميلة، وهذا يمثل رجلاً يدرك أنه في ذروة البراعة في حرفته ومع ذلك فإن شيئاً من حيويته الطبيعية ومتعته الحسية وقناعته الهادئة، مما أشرق وتألق في صورته مع إيزابللا برانت (زوجته الأولى) قد ذهب على مر السنين. إن الإخفاق وحده الذي يرهق الإنسان ويفنيه بأسرع مما يفعل النجاح.
كان روبنز ثرياً، وعاش عيشة باذخة، وكان بيته الفخم في أنتورب أحد