منتظمة. وقام بتجارب كثيرة على مستويات مائلة، وحاول أن يبرهن على أن أي جسم يتدحرج إلى أسفل على مستوي يمكن أن يصعد على مستوي مماثل إلى ارتفاع مماثل لسقوطه لولا الاحتكاك أو أية مقاومة أخرى. وانتهى إلى قانون القصور الذاتي (وهو أول قوانين نيوتن للحركة) -وهو أن أي جسم متحرك، يستمر بشكل غير محدود في نفس الخط وبنفس معدل الحركة، ما لم تتدخل معه قوة خارجية (٨٤) وأثبت أن أية قذيفة تدفع في اتجاه أفقي تسقط إلى الأرض في منحنٍ قطعي مكافئ يقابل قوة الدفع وقوة الجاذبية. وحول العلامات الموسيقية إلى مسافات موجية في الهواء، وأوضح أن درجة النغم تعتمد على عدد الذبذبات التي يحدثها الوتر المعزوف في وقت محدد. وقال بأن النغمات تبدو متوافقة متآلفة إذا طرقت الذبذبات الآذان في انتظام إيقاعي (٨٥). إن خواص المادة لا تكون إلا للمادة التي يمكن معالجتها رياضياً-التمدد، الوظيفة، الحركة الكثافة. أما الخواص الأخرى-الأصوات والطعم والرائحة والألوان وما إليها، فإنها تستقر في الشعور فقط، فإذا فنيت المخلوقات الحية انمحت هذه الصفات وأبطلت (٨٦). وراوده الأمل في أن هذه "الصفات الثانوية" يمكن بمرور الزمن تحليلها إلى خواص طبيعية أولية للمادة والحركة. ويمكن قياسها رياضياً (٨٧).
وتلك إضافات أساسية مثمرة للعلم، عوقها عدم كفاية الآلات والأجهزة العلمية. ومن ذلك أن جاليليو استخف بعامل مقاومة الهواء في سقوط الأجسام والقذائف. ولكن ما من رجل، منذ أرشميدس، أدى للفيزياء مثلما أدى جاليليو.
ب - الفلكي
كان جاليليو، في أخريات أيام إقامته في بادوا، يخصص جزءاً أكبر فأكبر من وقته للفلك. وفي ١٥٩٦ كتب إلى كبلر (الذي يصغره بسبع سنين) رسالة يشكره فيها على كتابه "الكون الخفي" جاء فيها: -