ووقع على الحكم سبعة من الكرادلة، ولكن البابا لم يصدق عليه (١١٤). أما قصة أنه عند مغادرته قاعة المحاكمة غمغم متحدياً "ومع ذلك فهي تدور فعلاً". فإنها أسطورة لم يظهر لها أثر قبل ١٧٦١ (١١٥). وبعد قضاء ثلاثة أيام في سجن محكمة التفتيش، سمح له، بأمر من البابا، بالذهاب إلى قصر الدوق الأكبر في ترنيتا مونتي في روما. ثم نقل بعد أسبوع إلى مسكن مريح في قصر تلميذه السابق، رئيس الأساقفة أسكانيو بتشولوميني في سيينا. وفي ديسمبر ١٦٣٣. سمح له بالانتقال إلى داره الخاصة بالقرب من فلورنسة أنه من الناحية العلمية كان لا يزال سجيناً، محظوراً عليه مغادرة مسكنه، ولكنه كان حراً في مواصلة دراساته، وتعليم تلاميذه، وتأليف كتبه واستقبال زائريه-وهنا زاره ملتون في ١٦٣٨. وجاءت ابنته الراهبة لتقيم معه. واحتملت هي نفسها عقوبة تلاوة المزامير السبعة.
د - الشيخ الجليل
واضح أن جاليليو كان الآن رجلاً متهدماً مغلوباً على أمره، أذلته كنيسة أحست بأنها وصية على بني البشر وآمالهم وأخلاقهم، أن تخليه عن آرائه بعد قضاء عدة شهور في السجن، وعدة أيام في المسائلة والمحاكمة، مما كان من الجائز أن يحطم عقل مكافح شاب كما يحطم إرادته، نقول أن هذا التخلي كان أمراً يمكن التجاوز عنه لدى شيخ هرم علق بذاكرته إحراق برونو قبل ذلك بثلاثة وثلاثين عاماً ولكنه في الواقع لم يهزم فقد انتشر كتابه في كل أنحاء أوربا في أكثر من عشر لغات ترجم إليها. ولم يمحَ أثره.
وخفف من أحزانه وآلامه في سيينا وفي أرستري اشتغاله بتخليص أبحاثه الفيزيائية في مؤلف ضخم آخر:"محاورات … حول علمين جديدين". ولما كانت أبواب المطبعة الإيطالية موصدة دونه بمقتضى الحكم الذي صدر ضده، فإنه أجرى مفاوضات سرية مع طابعين أجانب، وانتهى الأمر بأن مطبعة الزفير أصدرت الكتاب في ليدن ١٦٢٨. وهللت له دنيا العلماء على أنه سما