للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جَعْد الشعر، له جُمّة أسفل من الأُذن، جذْل الساقين طويل الذراعين، بعيد ما بين المنْكبين، طويل اللحية، أقنى بيِّن القَنى، وكان يضْفُر لحيته، ويشد أسنانه بالذهب. وفيه يقال:

أحسن زوجين رأى إنسانُ ... رقيةُ وزوجُها عثمانُ

ومن حديث أبي المِقدام مولى عثمان بن عفّان قال: بعث النبي، -صلى الله عليه وسلم-، مع رجل بصَحْفة إلى عثمان، فاحتبس الرجل، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما حبسك إلا كنت تنظرُ إلى عثمان ورقية، تَعْجَب من حسنهما".

وروي في سبب إسلامه أنه قال: كنت بفناء الكعبة، إذ أُتينا، فقيل لنا: إن محمدًا قد أنكح عُتْبة بن أبي لهب ابنته رُقية، وكانت ذات جمال بارع، وكان عثمان مشتهرًا بحب النساء، ومن وصف جماله ما مر قريبًا. قال: فلما سمعتُ ذلك دخلتني حسرة أن لا أكون سبقتُ إليها، فلم ألبث أن انصرفتُ إلى منزلي، فأصبت خالتي سُعدى قاعدةً مع أهلي، وكانت قد طَرَقت وتكهَّنت لقومها، فلما رأتني قالت:

أبشِرْ وحييتَ ثلاثًا وِترًا ... ثم ثلاثًا وثلاثًا أخرى

ثم بأخرى كي تتم عشرًا ... لقيتَ خيرًا، ووُقيت شرا

نكحت، والله، حَصانًا زَهْرا ... وأنت بَكر ولقيت بِكرا

قال: فتعجبت من قولها، وقلتُ: يا خالة، ما تقولين؟ قالت:

عثمانُ يا عثمانُ يا عثمانُ ... لك الجمالُ والجمالُ الشانُ

هذا نبيٌّ معه البُرهانُ ... أرسله بحقه الدَّيَّانُ

وجاءَهُ التنزيل والفُرقانُ ... فاتَّبعه لا تطغى بك الأوثان

فقالت: إن محمد بن عبد الله رسول الله، جاءه جبريل يدعوه إلى الله، مصباحه مصباح، وقولُه صلاح، ودينه فلاح، وأمره نجاح، لقِرنه

<<  <  ج: ص:  >  >>