وعلم. وجعله العُرف خاصًا بالعلم الشريعة، ومخصصًا بعلم الفروع، وإنما خص علم الشريعة بالفقه، لأنه علم مستنبط بالقوانين والأدلة، والأقيسة والنظر الدقيق، بخلاف علم اللغة والنحو وغيرهما.
روي أن سليمان نزل على نَبَطيّة بالعراق، فقال لها: هل هنا مكان نظيف أصلي فيه؟ فقالت: طهر قلبك، وصل حيث شئت. فقال: فَقِهت وفطنت الحق، ولو قال: علمت، لم يقع هذا الموقع.
ونكّر "خيرًا" ليشمل القليل والكثير، والتنكير للتعظيم، لأن المقام يقتضيه، ومفهوم الحديث أن من لم يتفقه في الدين، أي: يتعلم قواعد الإِسلام، وما يتصل بها من الفروع، فقد حُرِم الخير. وقد أخرج أبو يعلي حديث معاوية الآتي من وجه آخر ضعيف، وزاد في آخره "ومن لم يتفقه في الدين لم يبالِ الله به" والمعنى صحيح، لأن من لم يعرف أمور دينه، لا يكون فقيهًا، ولا طالبَ فقهٍ، فيصح أن يوصف بأنه ما أريد به الخير، وفي ذلك بيان ظاهرٌ لفضل العلماء على سائر الناس، ولفضل التفقه في الدين على سائر العلوم.