للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصواب، وقيل: يغيره ويصلحه، روي ذلك عن الأوزاعي وابن المبارك وغيرهما. وعن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: كان أبي إذا مر به لحن فاحش غيَّره، وإن كان سهلا تركه. وعن أبي زُرعة أنه كان يقول: أنا أصلح كتابي من أصحاب الحديث إلى اليوم. وقال ابن سيرين وعبد الله بن سَنْجرة: يروى على الخطأ كما وقع، وقال عز الدين بن عبد السلام: يترك الخطأ والصواب. وإلى هذا أشار سيدي عبد الله في طلعة الأنوار بقوله:

واللحن والخطأ يصلحان ... ونجل سنجرة يتركان

واختير أن يبقى مع التَّضبِيْب ... وجانبًا يذكرُ ذو التصويبِ

وليقرأ الصواب أولا وما ... سقط في كتابه فليرسما

ومَن من آخر الروات قد سقط ... فبعد "يعني" زده من دون شطط

وهذا الأخير مثاله ما فعله الخطيب، حين روى عن ابن مَهْديّ بسنده إلى عَمْرِة "قالت: -تعني عائشة- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدني إِلي رأسه فأُرَجِّلُه" قال الخطيب: كان في كتاب ابن مهدي عن عَمْرة قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم" إلخ، فألحقنا فيه عائشة، إذ لم يكن بدّ منها، وعلمنا أن المحامليّ كذلك رواه، وإنما سقط من كتاب شيخنا، وقلنا فيه يعني عن عائشة لأن ابن مهديّ لم يقل لنا ذلك، ونظم العراقي إصلاح اللحن والخطأ في قوله:

وإن أتى في الأصل لحنٌ أو خطأ ... فقيل: يروى كيف جاء غلطا

ومذهب المحصلين يصلح ... ويقرأ الصواب، وهو الأرجح

في اللحن لا يختلف المعنى به ... وصوّبوا الإِبقاء مع تضبيبه

ويذكر الصواب جانبًا كذا ... عن أكثر الشيوخِ نقْلًا أخِذا

والبدء بالصواب أوْلى وأَسدّ ... وأصلح الإِصلاح من متن ورد

وليأتِ في الأصل بما لا يكثر ... "كابن" وحرف حيث لا يغير

والسَّقْطُ يدرى إن من فوق أتى ... به يزاد بعد "يعني" مثبتًا

وصححوا استدراك ما درس في ... كتابه من غيره أن يعرف

<<  <  ج: ص:  >  >>