المصنف كثيراً ما يتمسك بالعموم، فوقوع السؤال عند الجمرة أعم من أن يكون في حال اشتغاله بالرمي، أو بعد الفراغ منه، أو يقال: إن كونه عند الجمرة قرينة علي أنه كان يرمي، أو في الذكر المقول عندها. واعترض الإسماعيلي أيضًا عليها فقال: لا فائدة في ذكر المكان الذي وقع السؤال فيه حتى يفرد بباب، وعلى تقدير اعتبار مثل ذلك، فليترجم بباب السؤال والمسؤول على الراحلة، وباب السؤال يوم النحر.
وما نفي من الفائدة مردود بما مر قريبًا من المراد بالترجمة، والإِلزامان اللذان ألزمهما يجاب عن الأول بأنه ترجم له فيما مضى، فقال:"باب الفُتيا وهو واقف على الدابة" وأما الثاني، فكأنه أراد أن يقابل المكان بالزمان، وهو مُتَّجهٌ، وإن كان معلومًا أن السؤال عن العلم لا يتقيد بيوم دون يوم، لكن قد يتخيل متخيل من كون يوم العيد يوم لَهْوٍ امتناع السؤال عن العلم فيه.